حديث الدكتور النشائى فى جريدة البيان









 جريدة البيان فى عددها الصادر بتاريخ 09 نوفمبر 2013 وحديث مع الدكتور
محمد النشائى





د/ محمد النشائي عالم

النانو تكنولوجي وأحد أشهر علماء الفيزياء النظرية يتحدث .. للبيان




كتب في : السبت

09 نوفمبر 2013 بقلم : تحقيق - مصطفى عمارة













لا أشعر بالإطمئنان لقرار مصر
بإقامة المفاعل النووى بعد طول انتظار وفترة من الشد والجذب حول المشروع

النووي المصري اعلنت مصر عن بدء برنامجها بعد قبول اهالي الضبعة تسليم الارض

المخصصة للمشروع للقوات المسلحة ومع بدء الاجراءات لاقامة هذا المشروع ادلى د/

محمد النشائي عالم النانو تكنولوجي واحد اشهر علماء العالم في الفيزياء النظرية

بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه هذا المشروع والمستجدات الاخرى على الساحتين

العلمية والسياسية :


كيف ترى قرار مصر

الدخول في العصر النووي واختيار موقع الضبعة لانشاء المشروع النووي الجديد ؟


المشكلة ليست في موقع

الضبعة فهناك اماكن عديدة تصلح لاقامة المفاعل النووي الجديد خاصة ان التطورات

الاخيرة في مجال انتاج المفاعلات النووية جعلتها اكثر امنا كما ان لدينا من

الكفاءات لتشغيل هذا المفاعل ولكن المشكلة الحقيقية ان دخول مصر العصر النووي يخضع

لاعتبارات سياسية لان الولايات المتحدة والتي تنظر فقط للمصالح الاسرائيلية مارست

ضغوط على انظمة الحكم المتعاقبة للحيلولة دون اقامة هذا المفاعل وبالتالي فإن

عملية التهييج الاعلامي الذي صاحب اقامة هذا المفاعل لا انظر اليه نظرة جدية إلا

اذا ترجم ذلك على ارض الواقع نظرا للتجارب الماضية في هذا المجال .


هل ترى ان اقامة هذا

المفاعل سوف يحل مشاكل مصر في انتاج الطاقة ؟


بالقطع لا .. فنحن

نحتاج الى اكثر من مفاعل خاصة ان هناك اماكن كثيرة تصلح لاقامة المفاعلات وليس

الضبعة فقط لان مخاطر اقامة المفاعلات في ظل التطور العلمي الحالي اصبحت قليلة اذا

قورنت ببدائل الطاقة الاخرى .


هل لدينا القدرة على

تصنيع المفاعل محليا ؟


في المرحلة

الاولى على الاقل فأنه يمكن شراء المفاعل من الخارج اما بالنسبة للكفاءات فنحن

نمتلك الكفاءات اللازمة لتشغيله .


هل يمكن استخدام

الطاقة البديلة التي يمكن تقليدها من اشاعة الشمس والرياح ؟


رغم توافر هذين العاملين في مصر من وجود شمس ساطعة
معظم اوقات النهار والتي يمكن استغلالها في
زراعة الصحراء وكذلك الرياح إلا ان
المشكلة ان استخراج الطاقة من الشمس او الرياح
باهظ التكاليف ولا يمكن ان تزودنا إلا
بـ 5 % على اكثر تقدير من الطاقة اما الطاقة

المستخرجة من المحطات النووية فيمكن ان تزودنا باكثر من 30% من احتياجاتنا من

الطاقة .


في ظل استمرار ازمة جامعة النيل
رغم صدور حكم من القضاء الاداري بعودة ارض الجامعة التي استولى
عليها د/ احمد زويل اليها . فكيف تنظر الى تلك القضية ؟


ما يحدث في هذا الموضوع يعد مهزلة بكل المقاييس فلقد
تم منح تلك الارض لزويل رغم ملكيتها لجامعة
النيل في عهد رئيس الوزراء السابق
عصام شرف دون اي سند قانوني وهو ما يستحق ان

يحاكم عليه واستمر الوضع في النظام الحالي وهذا إن دل فانما يدل على استمرار سيطرة

الولايات المتحدة على القرار المصري والذي يمثله احمد المسلماني ومصطفى حجازي في

قصر الرئاسة حيث يعمل هذا اللوبي لحماية المصالح الامريكية لان زويل هو رجل
الولايات المتحدة في مصر وجامعة زويل لم تضف لمصر شيئا من الناحية
العلمية ولكنها
فقط تبيع الوهم للمصريين وهو ما دفع الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس
مجلس ادارة
جامعة النيل الى تقديم استقالته .


ما هي رؤيتك لاداء الحكومة الحالية ؟


رغم وجود بعض الشخصيات الجيدة في الحكومة الجديدة الا ان هناك بعض السلبيات التي
لا تزال موجودة
سواء في اسلوب الادارة او في اختيار بعض الشخصيات سواء داخل الحكومة
او في لجنة

الخمسين وارى ان الضمانة الوحيدة لنهوض مصر من كبوتها الحالية هو تولي الفريق
السيسي مقاليد الحكم وبدون هذا فلن يتغير شيئا .


شغلت عدد من المناصب العلمية
الهامة داخل المملكة السعودية خلال الفترة الماضية . فكيف تنظر

الى القرار السعودي بالانسحاب من مجلس الامن ؟


احب ان اوجه التحية الى المملكة السعودية التي اتخذت هذا
القرار الجرئ والذي يعد صفعة للمنظمة الدولية
والولايات المتحدة لانتهاجها المعايير
المزدوجة في تعاملها مع قضايا المنطقة
وابرزها قضية فلسطين وسوريا ورغم
العلاقات الاستراتيجية التي ربطت السعودية
بالولايات المتحدة إلا انها اعلنت
التحدي لسياستها في مواطن عديدة فلقد اهتمت
السعودية بالعلم مبكرا لتأسيس نهضة علمية
من خلال انشاء عدد من المؤسسات العلمية
شاركت في ادارتها رغم ان ذلك كان ضد
رغبة الولايات المتحدة واعلنت دعمها للنظام
المصري الجديد سياسيا واقتصاديا رغم
معارضة الولايات المتحدة لذلك وكشفت الوجه
الحقيقي للولايات المتحدة في دعم
الارهاب والذي دفع ابنتي الحاصلة على الجنسية
الامريكية وشاركت في حملة اوباما
الانتخابية باعتباره انه اول رئيس امريكي من جذور
افريقية واسلامية إلا اعلان لذمها على
مساندته بعد ان ادركت انه لا يختلف عن
الرؤساء الذين سبقوه في دعم اسرائيل
فضلا عن دعم المنظمات الارهابية وهو ما افقده
تعاطف الشعب الامريكي لانه شعب طيب
على عكس الادارة الامريكية التي خضعت للوبي
الصهيوني .


كيف تنظر الى المباحثات
الامريكية الايرانية حول الملف النووي الايراني ؟ وهل يعكس مرونة من

النظام الايراني في هذا المجال ؟


احب ان اؤكد ان ايران انتجت اكثر من قنبلة نووية يمكنها ان
تلحق باسرائيل خسائر فادحة في حالة نشوب اي
نزاع بينهما ولكن ما اخشاه ان تلك
المباحثات سوف تكون على حساب مصالح العالم
العربي .

































E(Dark)

E(Dark)
E(Dark)

أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردنProf. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan

أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردنProf. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan
أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردن Prof. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan

Happy New Year

Happy New Year
Happy New Year 2013

الدكتور محمد النشائى يرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى





الاستاذ الدكتور مهندس محمد صلاح الدين النشائى
عالم تقنية النانو المعروف يرشح سعادة فريق أول وزير الدفاع والانتاج الحربى ونائب
رئيس الوزراء لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات المقبلة ويقول انه لا يقل بل يزيد
احقية فى ذلك عن أعظم رؤساء الولايات المتحدة الذين كانوا فى صفوف الجيش الامريكى
مثل جورج واشنطن ودريت إيزنهور قائد الجيش الامريكى فى الخرب العالمية الثانية.
وكان ذلك الامس 19-07-2013 على قناة النيل الانجليزية فى برنامج نيل كروز







NO TO ALL FORMS OF RELIGIOUS FASCISM

30 يونيو ثورة مصر الثانية

30 يونيو ثورة مصر الثانية

الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو

الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو
الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو

الدكتور النشائى فى مظاهرات 30 يونيو

الدكتور النشائى فى مظاهرات 30 يونيو

30 يونيو

العالم المصرى الدكتور محمد النشائى المرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية

يعلن تأيده التام لشرعية مطالب الشعب المصرى ويهنئه على انجازاته السياسية والاخلاقية ويطالب بالاستمرار إلى ان يحصل الشعب على شرعيته كذلك يعلن عن تقديره وحبه المطلق لشعب مصر العظيم وتأيده لأعلان القوات المسلحة وتقديره الشخصى لقيادة الجيش وسيادة المشير عبد الفتاح السيسيى و المجلس الاعلى للقوات المسلحة ويدعو لهم من قلبه بالنجاح وان يوافقهم الله وهو متأكد ان الجيش العظيم سوف يحافظ على إرادة الشعب المصرى وكرامته وفى نفس الوقت سوف يحافظ على رئاسة الجمهورية كمركز أعلى وغير مرتبط بأسم الشخص الذى يحتله وهو على كل حال هو شخص مصرى.و لابد من كل اطياف الشعب من المشاركة فى رسم مستقبل مصر تماما كما قال سيادة المشير وزير الحربية والقائد الاعلى للجيش. كذلك يشكر الدكتور النشائى شباب مصر الذى رائهم عن كثب لأول مرة من يوم 30 يونيو إلى اليوم حيث كان النشائى بصفة شبة دائمه فى التحرير والاتحادية ويؤكد انحيازه لهم .

محمد مصطفى

تصريح للدكتور النشائى لما حدث بالامس

القاهرة فى 5 يوليو 2013

صرح دكتور مهندس محمد النشائى عالم النانو تكنولوجى والمرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية بالتالى:

لقد صدم بصور معارك الشوارع وخطب التحريض ولايجد كلمة تعبر عن مشاعر الحزن التى يشعر بها لانه لم يكن يتصور يوما من الايام ان ذلك ممكن إن يحدث فى مصر. لذلك يكرر الدكتور النشائى أن الشرعية هى شرعية مطالب غالبية الشعب وقد سقط النظام السابق للحزب الوطنى فى التحرير فكانت شرعية. وسقط الحكم الان مرة اخرى على نفس النمط ولايمكن ان يكيل الانسان بمكيلين ثم يتكلم عن شرعية . الشرعية كلمة تعنى اشياء مختلفة لشعوب مختلفة لأديان مختلفة ولمذاهب سياسية مختلفة ثم تختلف مرة أخرى مع مرور الزمن. ماذا يمكن أن يكون أكثر شرعية من رغبة غالبية الشعب وتعضيد الكنيسة والازهر الشريف ومباركة الجيش والدخلية وشباب مصر الذى سوف يكون هنا فى الخمسين عاماً القادمة ولذلك لابد أن يكون لهم الكلمة الاولى وللشيوخ الكلمة الثانية والنصح فقط وليس الترويع والتهديد. ان أحترام الدكتور النشائى لمركز رئيس الجمهورية معروف ولايمكن أن يشكك فى احترامه لجميع رؤساء جمهورية مصر ولا لشعب مصر ولا طبعا لجيش مصر أحد.

رمضان كريم

رمضان كريم


يهنئ الكتور محمد النشائى كافة المصريين و الامة الاسلامية كلها بحلول شهر رمضان المعظم .
Prof. El Naschie exposed the hypocrisy of those who called the June 30 Egyptian Revolution a military coup d'état. In a communique on Channel 1 of The Egyptian Television he said the Revolution of January 25, 2011 which ended the rule of President Mubarak was followed by a Military Council which handed over power to the Muslim Brotherhood. By obvious contrast power was handed over immediately after the June 30 Revolution to a Civil Government and a Supreme Court Judge became Egypt's Interim President and Dr. Mohamed El Baradie was nominated and selected as Vice President. Could Obama be confused unless.....Prof. El Naschie, who was always a friend of Obama, could not complete the sentence with its embarrassing conclusion

السبت، 26 سبتمبر 2009

محمد النشائي أكبر علماء الأرض كان ضيف كليتنا يوم أمس دون أن يعرف أحد!


نقلا عن موقع (منتديات قلبى)


توضيح:

قبل البدء بقراءة الموضوع هنا لا بد من قراءة المقال المعنّون بـ " الصين تكرمه بعد غد باعتباره واحدا من أعظم علماء العالم" أخر مقال في الصفحة على هذا الرابط:http://vb.qlbe.com/t207313/redirector.php?url=http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/649/0100.htmlوذلك حتى لا يعتقد أحدهم بأن من سيدور الحديث عنه هنا ما هو إلا شخصية أسطورية أو من نسج خيالي!!..

وكما فعلتُ أنا، بالتأكيد ستلعنون الأعلام العربي الحقير والتافه الذي يُقيّم الدنيا ولن يقعدها لو سمع شائعة في أطراف الأرض تتحدث عن أن الجدة الثالثة أو الرابعة لداعر أو ماجنة ترجع أصولها لدولة عربية، ولن يهدأ له بال حتى يثبت صحة تلك الشائعة، حتى ولو أنكر الداعر أو الماجنة ذلك، فأنه لن يفتأ عن البحث والتقصي مهما كان الثمن! بينما الأفذاذ والعباقرة من أبنائها والذين ينتشرون في أعرق جامعات الأرض وهم أكثر اعتزازا بقوميتهم مننا لا نعرف عنهم أي شيء سوى عندما يفاجئنا أحدهم بحصوله على جائزة نوبل كما حدث مع العبقري "أحمد زويل".

مقدمة:

وصلتُ الكلية الساعة الواحدة والربع ظهراً، كان يوما عادياً كأي يوم قضيته فيها، ربما كان الشيء المختلف في هذا اليوم إلى لحظة دخولي الكلية هو الامتحان الشفوي في مادة communication" systems". مررتُ من البوابة متجها إلى الفصل الذي اعتدنا أن نأخذ فيه هذه المادة معتقداً بالخطأ أنه المكان الذي سيتم فيه الامتحان الشفوي. وبينما وأنا أمشي بجانب أحد المدرجات الذي اعتادوا أن يلصقوا الإعلانات عن النّدوات أو المحاضرات أو الرحلات على جداره الذي يقابلني وأنا في طريقي للفصل.. توقفتُ ـ وكما هي العادة ـ لقراءة اليافطة المعلقة حديثاً جداً ـ على أبعد الاحتمالات صباح اليوم ـ والتي لا يتعدى طولها المتر وعرضها النصف متر ، شيء رهيب من الذهول والاستفزاز وعدم التصديق انتابني وأنا أطالع اسم من سيلقي الندوة، معقولة هو " محمد النشائي بشحمه ولحمه"، وسألت نفسي باستفزاز: "طيب: ماذا لو كانت الحصة قد أُلغيت في هذا الموعد وسنأخذها في موعدٍ آخر كما يفعل معيدنا المجنون دائماً؟ هل هذا يعني أنني لن أعرف شيئاً عن هذه الندوة؟ لقد مررتُ على موقع الكلية وموقع دفعتنا قبل مجيئي للكلية، لكني لم أجد أي حس أو خبر عنها. يا لله.. يا لله، معقولة، أسبانيا تكرمه قبل شهرين، ويحضر التكريم كل علماء الفيزياء في الأرض الذين حصلوا على جائزة نوبل، والصين تحتفل بعيد ميلاده الستين، وتضع له اليافطات في الشوارع كتلك التي اعتدنا في وطنا العربي ألا نراها توضع إلا لأفلام السينمائية أو الألبومات الغنائية!!.. ما أغبى كليتنا في مثل هذه الأمور.. أنها تكرس جل جهدها لتعلمنا فقط كيف نحفظ باب دخول الكلية وباب الخروج منها؟!!. تعلمنا كيف نصبح مجرد رجلٍ آلي يسير وفق ما يريدونه هم دون أن يكون له أي اهتمام أو إحساس بكل ما يدور حوله؟!!.."يدٌ تحط على كتفي الأيمن، تنتشلني من غمرة السخط الذي يعتصر بداخلي وتجعلني أنتفض، التفتُ نحو صاحبها، فإذا به رئيس اتحاد الطلبة الذي أعرف ملامحه ولا يعرفني، كان يقف مع أربع فتيات وفتى آخر بالقرب من اليافطة، لم أدرك إلى هذه اللحظة سر وقوفهم! قال لي عندما لاحظ اهتمامي باليافطة بوقوفي أمامها لمعرفة موعد الندوة ومكانها: " تحب تأخذ فكرة عن محمد النشائي" وبدأ يعرفني باسمه " هو محمد صلاح الدين النشائي"!!.. قلت له باللهجة المصرية و بغضب نتيجة الاستفزاز الذي لم أستطع السيطرة عليه: " يا راجل.. يا راجل حرام عليك، في حد ما يعرف محمد النشائي؟!.. ذا رئيس جامعة شنغهاي قال: "أنه واحد من ثلاثة( نيوتن وآينشتاين النشائي) الذين دفعوا عجلة تقدم البشرية لتسير بهذه السرعة"، وقال عنه العالم الفلاني والفلاني.. وكرموه في أسبانيا وألمانيا والصين وو.." أندهش من كم المعلومات التي حطت على مسامعه، ويبدو من طريقة تراجعه للخلف أنه للمرة الأولى يسمع بها! وحتى أفرّغ بعض من الاستفزاز، قلت له: " تحب كمان أحدثك عن أخر نظرياته". قال كالمكسوف الذي وقف ليعرف الناس بشخص ما، وأتضح له أنه أجهلهم: "لا.. لا شكراً". تحركتُ مسرعا باتجاه الفصل، لم يتبقى على موعد الندوة غير ساعة وربع، جاءني صوت رئيس الاتحاد من الخلف عندما لاحظ بعض كلماتي تنزلق بلهجة غير اللهجة المصرية: "أنت منين؟". قلت له: "مش مهم منين!".كان الفصل فارغاً، اتصلتُ بصديقي الذي أخبرني أن الامتحان سيكون في معمل "Optoelectronics"، أسرعتُ الخطى إلى هناك وأنا ألعن الكلية وسنينها "يعني لو كنتُ أعرف مكان الامتحان الشفوي مسبقاً، هل هذا سيعني أنني لن أعرف شيء عن النّدوة رغم وجودي في الكلية اليوم؟!!!.. كنتُ في السابق عندما أحدث نفسي: مَن مِن الشخصيات الحية التي أتمنى مقابلتها؟ شخصيتان فقط كانتا تقفزان للرد على أمنيتي، النشائي وماركيز الروائي العظيم وأكبر أديب حاليا في العالم وصاحب أشهر رواية في القرن العشرين "مائة عام من العزلة". وهاهو النشائي يأتي إلى كليتنا وأنا موجود فيها.. فمعقولة كنتُ لن أقابله لولا الخطأ في عدم علمي المسبق بمكان الامتحان!! ". وعندما وصلتُ المكان وجدتُ صديقي بانتظاري، أخبرته بأمر النّدوة، وإذا بي أفاجئ به يقول لي "مين محمد النشائي؟!"، أقسم لكم بالله أنه قال كذلك!!....النّدوة:بدأت النّدوة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر التي كانت بعنوان "طريق العودة إلى مصر"، وكنتُ قد أنهيتُ الامتحان الشفوي قبلها بقليل. وقد افتتحتها طالبة عضو في اتحاد الطلبة بكلمة غبية وركيكة كتعريف بضيف الندوة، تلتها مباشرة ومعدلة من الوضع إلى حد ما كلمة عميدة كليتنا "عايدة الحناوي". وبعد انتهاء كلمة عميدة الكلية، بدأ النشائي في الحديث منتقدا العنوان الذي فضّل أن يكون "طريق التواصل مع مصر" وليس "طريقة العودة" " لأن مصر لم تغب عني للحظة، بل كانت أكثراً قرباً إلي وأنا في الخارج" قال ذلك، ثم تبعه: " أنا ومصر كزوج وزوجته يحبان بعض أوي، وكأي زوجين تحصل بينهما خلافات أو سوء تفاهم لبعض الوقت، لكن ذلك لن يمنعهما من العودة إلى بعض مرة أخرى بنفس الحب ونفس المشاعر". امتدت كلمة النشائي لأكثر من ساعة، خبرنا فيها عن حياته العلمية منذ بدايتها، عن طفولته في القاهرة، وعن والدته ووالده الذي كان يعمل ضابط في الجيش وهو من أصر عليه دخول كلية الهندسة، يقول عن ذلك في مقابلة سابقة أجراها معه "أحمد بلح": (لقد كان والدي يرى أنني لا بد أن ألتحق بكلية الهندسة، على الرغم أنني كنت وما زلت صاحب ميول فنية وأدبية. كان أبي رجلا واقعيا، وعلى قناعة كاملة بأن الفن والأدب ليسا إلا هواية، ولا ينبغي لهما أن يكونا أكثر من ذلك. وكنت أعتقد بسذاجة الشباب وحماسهم وعدم واقعيتهم أنني سوف أكون واحدًا من اثنين؛ إما مخترعا يخترع اختراعا يأتي على إسرائيل بالكامل، أو شاعرا ينسج قصيدة عندما يسمعها الناس يتأثرون بها ويخرجون يهتفون للحرية وللجهاد وتحرير فلسطين؛ فقد كان تحرير فلسطين هاجس كل الشباب في ذلك الوقت، وكان صلاح الدين الأيوبي وما زال هو قدوتي في الحياة). تحدث عن باقي أسرته، أخويه عمرو النشائي مدير معهد الزلازل بالولايات المتحدة الأمريكية، وسعيد النشائي العالم الشهير في الهندسة الكيميائية بجامعة آلاباما الأمريكية ( كم هي عظيمة هذه الأسرة!).ثم نقلنا بطريقة ساحرة بين نظرياته عن الزمن والفوضى وأخر النظريات التي توصل إليه العلم الحديث في علوم شتى، وكيف وحّد بين نظرية النسبية لآينشتاين والجاذبية لنيوتن والتي رُشح على أساسها بقوة لنيل جائزة نوبل، كما حدثنا بنوع من التفصيل عن علم الـ"nano technology" الذي يعتبره سلاح العصر، وأي دولة تتخلف عن اللحاق بركابه فلن يكون لها نصيب من النقلة الحضارية التي ستتم نتيجة هذا العلم كما حدث مع علم الـ "micro technology" والـ " integrated circuit" في بداية الثمانينات والنقلة الهائلة التي أحدثها لدول شرق آسيا، ومحمد النشائي أحد مبتكري ومنظري هذا العلم.تلت الكلمة فترة الرد على الأسئلة التي استمرت لمدة الساعة تقريباً، وبعدها نزل من على المنصة ليصافح الدكاترة والطلاب الذين حضروا. وبتواضع شديد ووجه تشع منه ابتسامة أخذ يصافحنا ويضحك ويأخذ الصور معنا، كان كأنه هو من يحتفي بنا وليس نحن، أعطانا إيميلاته وتلفونه في مصر، ودعانا لزيارته، كان يعاملنا نحن الطلبة أبنائه كما قال في بداية كلمته بـ "totally informal" أي من غير أي رسمية أو تكلف.. أما أكثر الأشياء التي أدهشت الجميع والتي جعلت عميدة الكلية تعلق عليها وهم تختم النّدوة ثقافته الأدبية والتاريخية، حيث شرح لنا النظريات بكلامها العلمي التركيبي المعقد بأبيات شعر أو رواية أو بفكرة فيلم أو مسرحية، حتى رأيت أحد معيدي قسمنا ينظر إلى الأرض بشرود والناس تلتف حول النشائي، وكان أشطر معيد في القسم حتى أن مشروع تخرجه قال عنه الدكتور الذي أشرف عليه لولا أشياء بسيطة كان عملها لحصل على براءة اختراع، كنتُ أعلم سبب الشرود، ربما الأشياء العلمية يمكن الإحاطة بها، لكن ثقافة النشائي الأدبية والتاريخية والفكرية والسياسية كانت صدمة في كلية يُقتل فيها كل شيء غير ما يرد في ملازم الدراسة فقط! اقتربت منه ـ إذ كانت تربطني به علاقة جيدة، وقلتُ له بنوع من المواساة: "عقبالك"، نظر إلى بيأس، وقال متنهداً: "أدعي لي"!!.. كنتُ ربما الوحيد الذي لم أندهش ساعتها، إذا كان قد أدهشني بمقال قرأته له قبل أسبوعين في جريدة "أخبار الأدب" بعنوان "البحث عن سهم الزمن المفقود"، وتبين من الأسئلة الكثيرة أنني الوحيد الذي قرأ المقال من بين جميع الحاضرين الذين يُقدروا بمائتي شخص( تصوروا 200 شخص من أصل عشرة آلف طالب في كلية الهندسة!)، وكان النشائي قد المح في رده على سؤالي: أنه في هذا المقال قد عرض أخر أبحاثه.. سأرفق لكم المقال لاحقاً.أنهى الندوة بنصائحه لنا، كان يريدنا أن نستخدمها كدرعٍ واقي حتى لا نقع في الخيبات التي وقع فيها! كالجد في العلم، والتعامل معه بوعي وحيادية إذ أنه ليس حكراً على أي ديانة أو ملة، والاعتزاز بالقومية فالذي لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرون، وضرورة السفر إلى الخارج ـ يعني الغرب ـ ضمن خطة مدروسة تمكنه من العودة لبلده مرة أخرى "لأن الذي يعمل في الخارج مهما حقق من نتائج كالذي يشرب من ماء مالح لن يرويه أبدا"، وشدد أكثر من مرة على ضرورة الزواج بمصرية( دعايا مجاناً للمصريات)، ويقصد هنا الزواج من بنت البلد، إذ يُرجع الفضل لزوجته في أنها مثلت الرابط بينه وبين بلده، ولولاها لكان الأمر مختلف جدا.. وقد قال عنها ذات مرة: (من حسن حظي وجود زوجتي الدكتورة ميرفت في حياتي، ولا أبالغ إذا قلت بأنني لا أفعل أي شيء في حياتي دون لمسة منها؛ فهي من ترتب لي حياتي كاملة، وربما دون تدخل مني؛ حيث تحرص دائما على تفرغي الكامل للتفكير والتركيز في عملي فقط..).

ختام:

خرجتُ من الندوة وأنا العن الدول العربية وبيئتنا الثقافية والاجتماعية المنحطة وحالة الاختناق والاحتقان التي نعيشها، حالة الاستنفاذ التي تستهلك كل طاقتنا وجهودنا في أشياء أقل ما يُقال عنها تافهة، يجعلونا نقيم الدنيا ولا نقعدها في أمور حرام أن نفكر فيها أصلاً!!.. يجعلونا ننبش كل الكتب التي قد تعفنت لكي نأتي بمقولةٍِ لرجل مطمور عاش قبل ألف سنة نسند بها وجهة نظرنا التي نريد أن نفرضها على الجميع: " فهل نجهر بالبسملة أو لا نجهر بها؟!.. وهل نتلفظ بالنية أو لا نتلفظ بها؟!.. وهل يجوز قيادة المرأة للسيارة أو لا يجوز؟!.. هل أنت تؤيد الليبراليين أم الإسلاميين؟؟!!.. وهل أنت من أتباع درويش أم أدونيس؟!.. هل أنت مع قصيدة النثر أم ضدها، أو من أنصار الحداثة أم التقليد؟!.. ومن الأفضل: فيروز أو ماجدة الرومي أو أليسا أو نانسي؟! وتتبع السلسلة.. أم طلال مداح أو محمد عبده أو عبد المجيد أو راشد الماجد أو عباس إبراهيم؟؟ وتتبع السلسل!.. أم أم كلثوم أو عبدالحليم أو عمرو دياب أو تامر حسني؟! وتتبع السلسلة.. وهل ستصوت لمحمد عطية أم لبشار الشطي، لهشام عبد الرحمن أم لأماني السويسي؟؟ وتتبع السلسلة.. وهل أنت هلالي أم اتحادي؟!.. أهلاوي أم زملكاوي؟!.. يا الله.. يا الله..لقد علمونا منذ نعومة أظافرنا ثقافة الإقصاء والنظرة الأحادية والرأي ذات البعد الواحد الذي لا يحتمل حتى مجرد النقاش، جعلونا لا ننظر أبدا باتجاه السماء، بل إلى ثقوب وخروق ودهاليز جيراننا!!.. فكبرنا بهذه الثقافة التي جعلتنا ندور حول أشياء فارغة لن تجلب لنا أي نفع، بل تضرنا أشد الضرر، وتستنفذ كل قوانا العقلية والجسمانية لغير فائدة، مع أن مثل هذه الأشياء بالنسبة لشخصٍ واعي ما هي إلا أشياء مفروغ من النقاش فيها إذ تتعلق بحرية أي شخص في اعتناق ما يريد من أراء أو معتقدات.. أمنية أخيرة:أنت إذا لم تكن أب، فستكون ذات يوم، أنتِ إذا لم تكنِ أم، فستكوني عمّا قريب، فعلموا أبنائكم كيف لا ينظرون إلا في اتجاه السماء.. علموهم أن هناك أشياء كبيرة وكبيرة جداً يبنغي أن ننشغل بها.. حدثوهم عن هؤلاء العظماء.. وكفاية مهزلة وانحطاط! ولتكن أسرة النشائي قدوة لنا التي أخرجت ثلاثة من أعظم علماء الأرض..

أمين اليافعي..في يومٍ ساخط!29/4/2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق