الخميس, 17 ديسمبر 2009 12:39
أكد د. محمد النشائي عالم النانوتكنولوجي والفيزياء النظرية ان مصر امامها فرصة تاريخية لان تصبح دولة عظمي من خلال النانو تكنولوجي مشيرا الي ان هناك فرصة للتعاون بين مصر والدول العربية في هذا المجال مؤكدا ان مبادرة هيكل تعيدنا لمجلس قيادة الثورة الذي عطل الدستور والبرلمان ومصر ليست بحاجة للعودة للوراء .
النشائي رفض في حواره لنهضة مصر الاسبوعي شروط البرادعي
للترشح للرئاسة لانها فقط لاثارة الجدل ونجاحه في ادارة مؤسسة دولية او حصوله علي جائزة نوبل ليس بطاقة مؤهلة لرئاسة مصر مؤكدا انه سينتخب جمال مبارك اذا رشح نفسه رئيسا للجمهورية.
*بداية ما رأيك فيما طرحه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل من ضرورة تشكيل مجلس أمناء الدولة والدستور والاسماء التي طرحها لذلك؟
- بالرغم من احترامي الكبير للاستاذ هيكل الا انني اختلف معه قلبا وقالبا واري انه جانبه الصواب فهناك دستور يحفظ الاستقرار لهذه الدولة وينظم عملية انتخاب الرئيس بطريقة سليمة فمعظم الاسماء التي طرحها لا تصلح لهذه المهمة باستثناء الوزير عمر سليمان وعمرو موسي واعتقد ان هناك حسابات خاصة بهيكل لطرح هذه المبادرة ولكني لا اوافقه الرأي فيما طرحه.واري ان مصر تستحق اكبر من ذلك وهناك من القيادات الشابة التي تصلح لحكم مصر بعيدا عن مثل هذه المبادرات التي تعيدنا لمجلس قيادة الثورة الذي عطل الدستور والبرلمان واخشي ان ينتج عن تشكيل هذا المجلس فوضي وخلافات وصراع يعيدنا مرة اخري للمربع صفر.
*أعلن د. محمد البرادعي انه مستعد لترشيح نفسه لرئاسة مصر اذا تم تعديل الدستور وكذلك ضرورة وجود ضمانات لنزاهة الانتخابات فما رايك؟
- أولا انا أعرف د. البرادعي واحترمه جيدا وشعرت بالاستياء من هجوم الصحف القومية عليه بسبب ازدواج الجنسية وانه لا يعرف مصر وغيرها من الحجج رغم انني اعرف ان البرادعي لا يكذب وعندما يقول انه لا يحمل جنسية أخري غير المصرية فانه لا يكذب ولكن المقارنة بين الاشياء المختلفة فيها اجحاف والنجاح في ادارة مؤسسة دولية لا يعني القدرة علي النجاح في ادارة مصر لانها اكبر من اي مؤسسة ، فليس معني انك تدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعمل لصالح كل الدول وليس لصالح مصر أن تكون مرشحا للرئاسة ، الي جانب ان جائزة نوبل اعطيت للوكالة وليس معني ان اي شخص حاصل علي نوبل يكون مؤهلا لادارة مصر لان هذه الجوائز لها حسابات سياسية مختلفة الي جانب انني أتخيل ان يتقلد وزير خارجية مصر منصبا دوليا ثم يعود ليرشح نفسه مرة أخري لمنصب رئاسة مصر الي جانب أن اي شخص يرغب في الترشح لرئاسة مصر عليه الالتزام بالدستور والقوانين التي تحكم الدولة لكن ان يطالب بتغييرها لانها عقبة في سبيل ترشيحه فهو يريد اثارة الجدل فقط. بالاضافة الي ان مصر مليئة بالشخصيات الكبيرة التي تصلح لهذا المنصب ولسنا بحاجة الي شخصيات من الخارج لكي تدير مصر وجمال مبارك الذي لا أجد اي اعتراض من جانبي علي شخصه فهو شاب متعلم وسياسي محنك.
* هل لو رشح جمال مبارك نفسه رئيسا للجمهورية ستنتخبه ؟
- دون أدني شك ، رغم انني اميل الي بقاء الاوضاع علي ما هي عليه لفترة واملي بكل صراحة ان يرشح الرئيس مبارك نفسه مرة أخري فهو يتمتع بشعبية دولية ووجوده يعني ضمان الاستقرار لمصر ولكن لو تم ترشيح جمال مبارك للرئاسة فبلا شك سأنتخبه واعتقد انها لن تكون مجازفة بشرط ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة.
*هناك سؤال يشغل بال معظم المصريين وهو مصر رايحة علي فين؟
- مستقبل مصر باهر ولكن الطريق وعر ويحتاج وعيا وصبرا واستمراراً في العمل الدؤوب ودعنا نتحدث عن الامكانيات المتوافرة لمصر وانا هنا لا يهمني الحديث عن البترول او قناة السويس او غيرها من مصادر الدخل التقليدية ولكن اتحدث عن الموارد غير التقليدية وعلي راسها البشر فنحن لا نعاني من زيادة سكانية وليست عبئا علي مصر لان المستقبل للدول ذات التعداد الضخم التي تحاول تحويل هذه الاعداد الضخمة الي آلة حقيقية للانتاج ، فمفهوم النانو تكنولوجي هو الانسان وهناك الكثير من الموارد مثل الموقع الجغرافي والاستفادة من الطاقة الشمسية ومياه النيل التي ستكون أغلي من البترول وكذلك الفن.
*كنت أول من نادي بالاستفادة من النانو تكنولوجي رغم انك مهندس ولست متخصصا في هذا المجال ؟
- بالفعل انا لست متخصصا في الفيزياء ولكن انا منذ 15 سنة أعمل في هذا المجال ولما حد بيعمل دكتوراه بيحتاج سنتين او ثلاثة علي الاكثر وانا كنت أول من نادي بهذه التكنولوجيا في مصر منذ عام 1997 ونظمت مؤتمرا دوليا علي نفقتي الخاصة في مصر وطالبت بسرعة الاستفادة من هذه التكنولوجيا مبكرا و دعوت لانشاء هيئة قومية للنانو تكنولوجي وقلت لهم انني علي استعداد لتحمل تمويل هذه الهيئة بحوالي 50 مليون دولار ولكن تمت محاربتي بشدة وتشويه صورتي من قبل حزب أعداء النجاح وشلة المنتفعين ،ومن وقتها والكل في مصر ادعي انه خبير في النانو فقط من اجل الاستفادة المادية وتحولت الهيئة التي كان من المتوقع لها ان تغير وجه مصر الي خناقات وصراع علي المناصب وانتهت الي لا شئ بل اتفق معظمهم علي الهجوم علي رغم انني لست بحاجة الي مناصب او اموال فأنا والحمد لله لدي ما يكفيني ولا اتقاضي مليما واحدا من اي جهة اعمل معها في مصر لكن كان هدفي ان تستفيد مصر من خبراتي فقط.ولكن للاسف الشديد استفادت دول كثيرة من هذه التكنولوجيا وعلي رأسها امريكا واسرائيل التي تعتبر من اكثر الدول التي استفادت من هذه التكنولوجيا.
بالطبع الكثير في كافة المجالات الطبية والاقتصادية والصناعية والزراعية فمثلا الطائرة التي تم طلاؤها بجزيئات نانوية تمتص الضوء أو الإشعاع ولا تجعله يرتد فلا يرصدها أي رادار، وفي مجال صناعة السيارات تم استخدام طرق ومواد نانوية جديدة في مجالات الطلاء والتغليف والعزل والمساهمة في تخفيف وزن السيارات وزيادة صلابتها، وبالتالي تخفيض استهلاكها من الوقود، وهناك العديد من الأبحاث في مجال تطوير وتصنيع عجلات السيارات لكي يكون لها خاصية التواؤم الأتوماتيكي مع ظروف الطقس وطبيعة الأرض والعوامل الخارجية لكي تصبح مثل سيارة جيمس بوند التي تحمل الأعاجيب_.ولقد فتحت التكنولوجيا النانوية آفاقا جديدة في المجال الطبي والجراحي، وهناك دراسات عديدة من أجل تطوير روبوتات نانوية يمكن إرسالها إلي داخل الجسم للتعرف علي الخلايا المريضة وتحديد مكانها وعلاجها، وكذلك للتعرف علي مسببات الأمراض ومعالجة الأمراض المستعصية والأورام الخبيثة، وهناك أيضا استخدامات للنانوتكنولوجي في معالجة المياه الآسنة والنفايات السائلة الناتجة عن المصانع .
*ولكن ما الذي ينقصنا لكي نبدأ؟ وهل هذه التكنولوجيا خاصة بالأغنياء؟ وهل لها من عائد قريب يجعلنا نسارع بجعلها أولوية قومية مع ما نواجهه من أزمات ومشكلات اقتصادية؟
- نحن لدينا الكوادر والعقول البشرية المتخصصة التي يمكنها أن تبدأ وتقود هذه المنظومة، ولدينا البنية التحتية العلمية في كثير من المراكز البحثية والعلمية، التي قد ينقصها بعض الأجهزة التي يمكن أن تستكمل، أما ما يتبقي فهي الخطة المتكاملة للتنفيذ، والموجودة في مكتب الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والتي قدمتها منذ عهد د. عمرو عزت سلامة الوزير السابق، والتمويل، الذي يمكن أن يأتي من خلال التعاون بيننا وبين السعودية والكويت وقطر والإمارات للاستثمار في هذا المجال ـ وهم مستعدون للتعاون معنا في هذا المجال بشرط أن يكون هذا التعاون تحت رعاية القيادة السياسية بشكل مباشر لما لها من ثقة ووزن لديهم ولخوفهم من الروتين، وأنا متأكد أن الرئيس مبارك - بما له من ثقل - لو جعل هذا المشروع مشروعه القومي لأصبحت مصر في غضون السنوات العشر المقبلة فقط من الدول الكبري في هذا المجال.
*اخيرا كيف تري حال البحث العلمي في مصر؟
- بالطبع وضع البحث العلمي في مصر يرثي له ولن يكون هناك اي نهضة لمصر الا عن طريق الاهتمام بالبحث العلمي والتعليم الذي اجده اهم من اي شئ اخر بما فيها الصحة لانه عن طريق البحث العلمي يمكننا حل اي مشكلة تواجه مصر بطرق علمية بعيدا عن العشوائية والجهل ، اما بالنسبة لمن يقولون ان التمويل هو الازمة فهناك الكثير من الحلول العملية للتغلب علي هذه المشكلة وذلك بالاستفادة من امكانيات الدول العربية.
بلير وراء القضبان!!
تذكرت ما قاله لي ذات يوم «روبير سوليه» مدير تحرير جريدة لوموند الفرنسية عندما سألته عن أحد السياسيين الذي اختفي من علي المسرح السياسي: إن رجل السياسة لا يموت فهو حي، يقظ، وقد يكون مشغولاً في الاعداد لنفسه بظهور جديد.
وأضيف إلي ذلك مقولة أخري هي أن القضايا السياسية لا تسقط بالتقادم خصوصًا تلك التي تترك بصماتها علي حياة الشعوب وتحضرني واقعة تاريخية شهيرة وهي أن الشعب الايطالي أعاد محاكمة موسوليني بسبب الجرائم التي ارتكبها في حق الايطاليين ولذلك نبشوا قبره واعادوه رمزيا للمحاكمة وهو ما يؤكد أن السياسة صفحة متجددة لا ماض فيها.
طافت برأسي هذه الأفكار بينما كنت اقرأ اخباراً واردة من بريطانيا تطالب بإنشاء لجنة تحقيق لاستجواب توني بلير رئيس الوزراء السابق والذي ورط شعبه «وبلده» في حرب لا معني لها في العراق.. بل اضاع شبابًا كانوا ضمن الجيش البريطاني في العراق وسقطوا برصاص رجال المقاومة.
واللافت للنظر أن توني بلير كان يظن - ومعظم الظن ليس بإثم - انه بعيد عن المساءلة خصوصًا بعد أن اخترع له سيده الأمريكي جورج دبليو بوش منصبًا وهميًا هو رئيس اللجنة الرباعية التي تضم إلي جانب امريكا وروسيا الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي ووظيفتها هي تخفيف الاعباء الاقتصادية عن الفلسطينيين ولعب دور في عملية السلام بالشرق الأوسط.
أقول انها وظيفة وهمية لأن احدًا لم يشاهد تحركًا هنا أو تحركًا هناك بينما الفلسطينيون يموتون جوعًا المهم أن بلير عاد ليمثل أمام القضاء البريطاني بتهمة انه ضرب بالشرائع والقوانين البريطانية عرض الحائط وسار معصوب العينين وراء جورج دبليو بوش وذهبت الصحف البريطانية إلي القول ان بلير خالف القانون الدولي بمشاركته في حرب العراق واسقاط صدام حسين، ومعلوم أن بلير رفض أن يأخذ كلام صديقه النائب العام لورد جولد سميث بل ومنعه من حضور جلسات مجلس الوزراء وأطاح باصدقائه الذين رفضوا مشاركة بريطانيا في الحرب علي العراق ومنهم البارونة مورجان وأحد وزرائه ويدعي لورد فالكونر.
وكانت مذكرة النائب العام تنصح بلير بعدم المشاركة في هذه الحرب التي تأتي خارج قواعد القانون الدولي وأن مشاركة بريطانيا فيها غير قانونية لأنها لا تأتي دفاعًا عن بريطانيا إذ لم يقل أحد ان صدام حسين كان يهدد بريطانيا العظمي باختصار ان التاريخ لا يرحم وسوف نشاهد بلير وراء قضبان متهمًا وسجينًا.
أين القضاء العربي؟
«وكأن الأمر لا يعنينا» هذا هو منهج السياسة العربية في معالجة كل القضايا فها هو توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق يوشك أن يوضع وراء القضبان بتهمة توريط بلده في حرب العراق التي لا ناقة له فيها ولا جمل.
ولقد احتشدت أجهزة القضاء البريطاني لتوفير جميع عناصر الادانة بينما الرجل يصرخ بأعلي صوت ويقول: لست مذنبًا.. وحتي لو لم تكن في العراق أسلحة دمار شامل فكان لابد أن «أغزو العراق» هذا ما قاله بلير ولا يزال يردده والعراقيون سادرون في عينهم يتشرذمون ويتقاتلون وتتفجر في ذويهم واقاربهم القنابل الأمريكية صباحا ومساء وتحصد الضحايا بالمئات دون أن تتحرك في رؤوسهم شعرة.. والمالكي رئيس الوزراء يتوعد ويهدد وغاب عن عقله أن الأجدر بالتهديد والوعيد هو توني بلير الذي يصر علي أن جرائمه التي ارتكبها في العراق لن يندم عليها.
وأتساءل: ماذا لو احتشد القضاء العربي جنبًا إلي جنب مع القضاء البريطاني واقتادا معًا بلير إلي سجنه أليس في هذا الصنيع خدمة للشعوب العربية وليس فقط الشعب العراقي الذي ذاق الأمرين ولا يزال علي أيدي بلير ورفاقه السابقين والحاليين؟
لماذا نأخذ موقف المتفرج عندما كانت الآلة العسكرية البريطانية تفتك بأجساد ابنائنا.. وعندما يدان من دولته علي فعلته النكراء وعندما تحاكمه وسائل اعلام بلده وتتهمه بأنه كلب مطيع لسيده الأمريكي جورج دبليو بوش أقول لماذا اخترنا في الحياة أن نجلس في مقعد المتفرج رغم أن القضايا تعنينا في الصميم؟.
غريب أمر العالم العربي يصرخ من شدة الآلام التي سببها له البريطانيون والأمريكيون ويصرخ من القنابل التي تمزق أجساد الشعب في الشوارع والأسواق.. ويصرخ لأن الأمور تسير من سيئ إلي أسوأ.. ولم يحاول انتهاز الفرصة والاصطفاف إلي جانب البريطانيين الذين يريدون محاكمة توني بلير علي أخطائه وبلير - نفسه - يعاند ويكابر.. ويصر علي موقفه مؤكدًا انه كان سيدمر العراق في كل الأحوال وها هو الدمار قد تحقق فلماذا لا يصطف المدمرون إلي بعضهم البعض ويطالبون بمحاكمة توني بلير كمجرم حرب.. والأدلة قاطعة وأول دليل اعترافه بأنه فعل ما فعل لأنه كان يعتقد ذلك صوابًا.. واليوم وبعد أن تبين أن الرجل كان علي خطأ وجميع الأدلة تقوده إلي المعضلة.. اتساءل مجددًا أين العراقيون وماذا عسي العرب يفعلون؟.. انها كارثتنا نحن قبل أن تكون كارثة البريطانيين!!
حوار - محمد حبيب
كل ما أستطيع قوله ربنا يحفظك لنا
ردحذفويرجعك لنا بألف مليون سلامة
وياريت القائمين على العلم فى مصر يعرفوا قيمتك
فأنت مثل أعلى وقدوة يجب أن يعرفها الشياب ليقتدوا بك
فأنت العالم الذى سيستسقى منك المستقبل علومه
منى حسين ماهر
اخصائية اجتماعية
الجيزة