لمشاهدة المقالة على موقع الجريدة
اضغط هنا



العالم المصري الكبير د. محمد النشائي:أرفض تقديم معلومات عن بلادي لجهة أجنبية إلا بعد استئذان المخابرات المصرية

يطرح العالم الكبير د. محمد صلاح النشائي نفسه إعلامياً، من خلال رحلة طويلة مليئة بالنجاحات والإنجازات، وهو علي الرغم من اغترابه الطويل خارج مصر، إلا أنه لم يقطع حبله السري ببلاده، وظل قلبه معلقا بها، تعلق الفلاح بأرضه. د. محمد النشائي عالم النانو تكنولوچي والفيزياء النظرية، الأستاذ بمؤسسة سولفاي للطبيعة بجامعة بروكسل - ببلچيكا، والأستاذ الزائر بست جامعات عالمية من بينها جامعة القاهرة، ورئيس تحرير مجلة الفوضي المحددة في علوم الطبيعة، الحائز علي أرفع الجوائز من جامعات العالم، والمرشح لجائزة نوبل في الفيزياء منذ عدة سنوات وصاحب نظرية تراجع الزمن الي الوراء.ولد في القاهرة عام 1943 لأب كان يعمل ضابطاً بالقوات المسلحة. سافر وعمره 15 عاماً الي ألمانيا لاستكمال تعليمه بها، ولم يكن د. محمد

يرغب في ذلك، كما أصر والده علي أن يلتحق بكلية الهندسة، ولم يكن يرغب في ذلك، حيث كان يحلم أن يكون فناناً. ثم أجبره والده مرة أخري علي ترك دراسة الهندسة المعمارية ليدرس الهندسة المدنية.وبعد تخرجه في جامعة هانوفر الألمانية عام 1968 عمل في مجال تصميم الشوارع والكباري، الي أن نصحه أحد أساتذته باستكمال دراسته الأكاديمية في الولايات المتحدة، لكن النشائي قرر أن يفعل ذلك في انجلترا وليس أمريكا. وهناك حوَّل دراسته من الهندسة الإنشائية لدراسة الميكانيكا التطبيقية، وقد غاص في هذا العلم باحثاً عن الأسس التي قام عليها لينال درجتي الماچستير والدكتوراه في هذا التخصص من جامعة لندن.عمل النشائي محاضرا في جامعة لندن لمدة سنتين، سافر بعدها الي السعودية ليعمل مدرساً في جامعة الرياض، ومديراً عاماً للمشاريع بالمركز الوطني للعلوم والتكنولوچيا لمدة 4 سنوات، تمكن خلالها من الحصول علي درجة الأستاذية.ثم سافر الي الولايات المتحدة ليلتحق بالعمل في معامل لاس آلاموس، وكان ذلك بداية للخروج من محيط علوم الهندسة، ليبدأ الاهتمام بالعلوم النووية.ثم وجد النشائي نفسه في علم جديد يطلق عليه الشواش أو الفوضي الذي يدرس القواعد الرياضية والتطبيقات الفيزيائية للنماذج العشوائية.ثم التحق بجامعة نيومكسيكو للعمل كأستاذ فوق العادة لمدة عامين.ثم عمل أستاذاً بقسم علوم الفضاء والطيران بجامعة كورنيل، وتخصص في دراسة علم الفوضي المحددة. ثم عين بجامعة كمبردچ ليتخصص في فيزياء الجسيمات عالية الطاقة لمدة 11 عاماً متواصلة، نجح خلالها في تأسيس أول مجلة علمية في العلوم غير الخطية وتطبيقات العلوم النووية، وتصدر في ثلاث دول هي: أمريكا وانجلترا وهولندا.وقد أحدثت أبحاث النشائي ثورة في مجالات العلوم بما فيها العلوم الذرية وعلوم النانو تكنولوچي، واستخدمت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أبحاثه في بعض

تطبيقاتها.ومؤخراً قام مركز الفيزياء النظرية التابع لجامعة فرانكفورت بتكريمه كأستاذ متميز لدوره في تطوير نظرية «الزمكان كسر كانتوري» نسبة للعالم الألماني چورچ كانتوري، واستغرق عمله في هذه النظرية 15 عاماً، وقام بنشرها قبل 4 سنوات فقط.وتم تكريمه في جامعة حيدر آباد بالهند، وكرمته مصر بمنحه جائزة الدولة التقديرية، وكان عضوا بالمجلس الأعلي للعلوم والتكنولوچيا في مصر.ود. محمد النشائي شاعر، يهوي القراءة للمعري والعقاد وطه حسين والحكيم. ويعشق مسرح العبث والرسم بالزيت والاستماع الي الموسيقي، والتزحلق علي الجليد.«الوطني اليوم» التقت العالم الكبير د. محمد النشائي في حوار مهم سألناه* علمنا أنك غاضب مما تردد عن قيام د. أحمد زويل برفع تقرير عن تدني البحث العلمي ومستوي التعليم في مصر للرئيس الأمريكي باراك أوباما باعتباره مستشاراً علمياً له؟ـ أنا منذ مدة طويلة لم أكن مرتاحاً لتدخل الولايات المتحدة ودول أخري في شئون البحث العلمي والتعليم في مصر. وكان لي الشرف أن عرض علي د. عمرو عزت سلامة وزير البحث العلمي في ذلك الوقت ـ أن أشارك برأيي كخادم لمصر، وليس كمستشار له، فأنا لا أتقاضي أجراً عن آرائي لخدمة بلدي ولا أعمل مستشاراً لأحد.وأنا قبلت هذا

العرض، مما مكنني من رؤية أشياء كثيرة لدول تريد أن تتدخل بطريقة غير جيدة في شئون التعليم في مصر بما في ذلك التعليم العالي. تأتي وفود مثلاً من الولايات المتحدة تريد تقييم مناهج وإعداد دراسات ودفع أموال لهذه الشركات الأخطبوطية الكبيرة. ولاحظت رغبة من هذه الشركات العالمية في التدخل في شئون التعليم، بدءاً من تقييم الأساتذة.وقد تعاقدت مع الحكومة علي ذلك، في حين أن هناك مؤسسة عالمية يمكن أن تقوم بهذا الدور بأمانة ولا تتقاضي أجراً. وهي مؤسسة I.S.I «إيزوتوبيك» ، ومهمتها تقييم أساتذة الجامعات. نحن نعرف مستوي الأساتذة في جامعاتنا ولا نحتاج الي من يقيم لنا ذلك من الخارج. لماذا لا يسألوننا لنجيب عليهم بلا مقابل وبتجرد كامل، بدلاً من اللجوء لشركات الربح والخسارة الأمريكية.وأنت حين توقع عقداً مع مثل هذه الشركات لنشر مجلات تصدر في مصر في الهندسة والطب والذرة.فلماذا أنشر أفكاراً علي مستوي العالم وأدفع الملايين، وأنا لم أستكمل بناء قاعدتي العلمية وأسس البحث العلمي؟لماذا أضع العربة قبل الحصان ؟في هذا الإطار لم أعد أستريح لكلام العلماء من الخارج الذين يأتون لإعطائنا دروساً.وأنا لا أستثني نفسي من ذلك. أنا عالم خارجي، رغم وجودي في مصر منذ 15 عاماً.وقبلها لم أقطع صلتي بمصر نهائيا. وهم يقولون عني من لهجتي أنني لم أكن مقيماً في ألمانيا ولكن في المنيا!.وحين يأتي من يدفع لي مالاً لعمل بحث أقدمه للولايات المتحدة، فأنا سأرفض ذلك قطعاً، ولن أقوم بعمل هذا البحث، إلا بعد أن أستأذن من المخابرات المصرية.من هذه النقطة فإن النصيحة والدواء لابد أن ينتج ويعالج وينفذ في مصر.وإذا كان لأحد أن يتدخل بسبب انتمائه للوطن، فإن حدوده هي النصيحة في حدود معلوماته، فالمعلومات التي أمتلكها لا يمكن أن تكون في مستوي المعلومات التي يمتلكها السيد رئيس الجمهورية.وهناك نقطة خطيرة جداً، الأمريكان يشعرون بالحساسية تجاهها، لقد قامت في الولايات المتحدة، التي نعرف جميعاً دور اللوبي الصهيوني فيها واللوبي اليهودي، مشكلات كبيرة حول ازدواج الجنسية، إذ حدث العديد من عمليات التجسس لصالح اسرائيل علي الولايات المتحدة. والذي قام بفضح عمليات التجسس هذه هو الولايات المتحدة.وأكبر عملية تجسس في تاريخ الولايات المتحدة هي إفشاء أسرار القنبلة الذرية للاتحاد السوفيتي عن طريق مواطنين أمريكيين يهود ، سرقوا هذه المعلومات وقدموها لمؤسسة كوشاتوف الروسية التي كانت تعمل علي إنتاج قنبلة ذرية تضاهي القنبلة الأمريكية .والغبار يحدث حين يتولي حامل الجنسية المزوجة منصبا رسميا.وأنا أعرف منذ مدة طويلة أن بعض كبار علمائنا انتقدوا مصر من الناحية العلمية والبحث العلمي . وأنا انتقدت أيضا بمرارة.مستوي البحث العلمي* أريد منك تقييما موضوعيا لمستوي البحث العلمي والتعليم في مصر؟- عندنا مثل شعبي يقول: لبِّس البوصة تبقي عروسة . وأنا أقول: علِّم البوصة تبقي عروسة!.تعليمنا انحط مستواه بشكل مفزع والتعليم الجامعي أصبح لا يتناسب مع مكانة مصر ، ومكانة الدول التي كنا نسبقها في التقدم العلمي بمسافة طويلة.* أين جامعة القاهرة الآن من جامعات إسرائيل التي وصلت إلي مستويات عالمية؟** أخطر جامعتين الآن في العالم هما : تخنافون، ووايزمان إنستتيوت أوف تكنولوجي. مستواهما أعلي من مستوي الجامعات الأمريكية في الكيمياء مثلا. وجائزة نوبل لا تحدد في استكهولم إنما في وايزمان خاصة في الكيمياء، هناك خمسة علماء يحملون جائزة نوبل في إسرائيل في الكيمياء، ومصر انحدرت في هذا المجال كثيراً.وأنا شاركت في بناء جامعة الملك سعود في الرياض، والسعودية الآن تعيش نهضة علمية، وهناك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بخلاف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا.وأنا حين أمتلك قناعة بأننا انحدرنا علميا، ثم أجد من يقول إننا لم ننحدر ، فإنني أنظر بريبة شديدة إلي ذلك.الرسالة التي أريد إرسالها حول موضوع معين أرسلها الي وزير التعليم العالي أو رئيس الوزراء أو رئيس الدولة، ولا أرسلها إلي قوي خارجية كبرت أو صغرت. كانت صديقة أو عدوة.روشتة لعلاج مشكلات البحث العلمي * أريدك أن تقدم روشتة لعلاج وضع التعليم ووضع البحث العلمي؟- أطمئن أولا.. إلي أننا لا نقوم بانتقاد أوضاعنا الداخلية إلا لرئيس دولتنا.ثانيا.. النسبة المخصصة لميزانية البحث العلمي والتعليم متدنية جداً.نحن ننفق 2 في الألف من الدخل القومي علي البحث العلمي ، بينما إسرائيل تنفق أكثر من 3% .هم ينفقون أكثر منا عشر مرات علي الأقل علي البحث العلمي .وبدون تحسين هذا الوضع ننسي كلام الإنشاء عن تطور البحث العلمي . وأن نتوقف عن الضحك علي أنفسنا في هذا الشأن وعلينا أن نفهم أن حل كل مشكلاتنا يكمن في العلم.وهناك دولة آسيوية «ماليزيا» حين قررت النهوض بعد انتخابات ديمقراطية أعلن رئيس وزرائها آنذاك «مهاتير محمد» أن التعليم هو أهم شئ في الدولة . التقي رئيس الوزراء بوفد من إحدي القري وطلبوا بناء مستشفي بـ 50 مليونا من عملة هذا البلد ، فرفض الاستجابة لطلبهم وقال إنه سيبني مدرستين في القرية بدلا من المستشفي . هذه الجرأة في اتخاذ القرار نحن بحاجة إليها في وضع أولويات مشروعاتنا .ولو ركزنا علي النانو تكنولوجي فإن أشياء كثيرة سوف تتغير ، ولابد من إنشاء هيئة قومية للنانوتكنولوجي مثلما فعلت الولايات المتحدة .نحن طوال عمرنا نتحدث عن النسبية والذرة وكان لدينا علماء عظام مثل د. مشرفة وسميرة موسي ، هل أقمنا مفاعلا نوويا؟ .. لم نفعل.أقصي ما سنفعله الآن لدخول عصر الذرة هو استيراد محطة نووية.ولو أن مصر سارت في الطريق الصحيح ، لكانت تصدر الآن الي العالم مفاعلات نووية.نفس المأساة أو المهزلة حدثت مع النانو تكنولوجي لجنة قومية تشكلت ، كنت رئيسها ، ولم يكن لي مكتب أمارس العمل منه.هناك حرب شخصية علي أي تطور لكن لاحياة مع اليأس ، ولابد من الأمل.فيلم بالألوان الطبيعية* هل حاولت إقامة تواصل علاقات مع العلماء داخل مصر؟- التواصل كلمة قديمة ، ولأنك تفتح الانترنت تتواصل مع كل علماء العالم ومؤسساته العلمية، أنت لم تعد بحاجة الي أن آتي اليك لأتواصل معك : أنا لن أجئ إليك لتنشر لي صورة معك في الجرائد.وأنت حين تتواصل مع علماء دولة أخري، ماذا تريد منهم؟.. إما أن أبحاثهم سرية ولن يطلعوك عليها ، وإما أنها منشورة وستجدها علي الانترنت.أنا شاهدت مؤخرا فيلما سينمائيا مصريا اسمه «بالالوان الطبيعية» يحكي كيف يتخرج الطلبة في كلية الفنون الجميلة، طبعا هناك مبالغة فنية ، لكن من قلب هذه المبالغة ستجد الحقيقة.وأنا أذهب الي الأحياء الشعبية وأجلس فيها أتأمل وأستمتع بما أراه في العشوائيات وأتعلم هناك الكثير.نظرية المقطع الذهبي* ثبت في العالم صحة نظريتك العلمية «المقطع الذهبي» منذ ثلاثة أيام فقط . كيف حدث ذلك؟- من الأشياء الأساسية في نظريتي ، شئ يصيب الإنسان بالدهشة . فهناك رقم دقيق جداً جزر 5/- 1 علي 2هذا الرقم الغريب الناتج عن هذه المعادلة اسمه المقطع الذهبي.وقدماء المصريين شيدوا الأهرام علي معادلات تعطي جميعها المقطع الذهبي . وفي علم الجمال يعتبر المقطع الذهبي هو أجمل نقطة في لوحة وفي الموسيقي نفس الشئ.* ما الذي أدخل ذلك في نظرية تتعامل مع توحيد القوي والطاقة النووية ونظرية النسبية؟ ** أنا وجدتها بالصدفة، بعد ساعات وساعات بل أيام من الحسابات علي الكمبيوتر السوبر.البعض في العالم قال إنني مجنون.وإذا ببعض التجارب العلمية التي تمت منذ ثلاثة أيام ونشرت علي النت ، تكتشف صحة نظرية المقطع الذهبي، من هؤلاء عالم روسي ألًّف كتابا عن تلك النظرية متحدثا عن آرائي حولها واسمه « بورس ألكسي ستاكوف» وهو مرشح لجائزة نوبل، وقال إنه بدأ أبحاثه من حيث انتهيت أنا.وكتاب آخر صادر عن جمعية الرياضيين الأمريكيين يتحدث عن نظرية النشائي.فجأة اعترفوا بأنني كنت علي صواب في تلك النظرية وقاموا برد اعتباري.* هل لهذا علاقة بنظريتك عن السفر في الزمن؟ - نعم، وأنا قلت من البداية إن نظرية السفر في الزمن لن يفهموها إلا من خلال المقطع الذهبي ونظرية الجولدن جيومتري.وأنا سبقتهم إلي هذا الاكتشاف بـ 25 عاما ، فلم أعد محمد الآتي من الأهرامات ليوهمنا بهذه النظرية.
أولا: ألف حمدالله على السلامة
ردحذفثانيا: أعتبرنى أول واجدة منضمة الى حزب العلم اللى سيادتك ناوى تأسسة بس لى تحفظ صغير على حديثك فى قناة اللورد وهى انك قلت الدين اساسى لكن ليس له علاقة بالسياسة
ولكنى أختلف مع سيادتك بأن الدين هو دستور حياة واننى من أشد المعجبين بعلم سيادتك وأيضا وصفتك بأنك العالم الذى سيستسقى منه المستقبل علومه
أنا اللى كتبت تعليق أنك العالم الذى سيستسقى منه المستقبل علومه
ردحذفاسمى منى حسين ماهر
اخصائية اجتماعية
البريد الالكترونى:helm_misr@yahoo.com