حديث الدكتور النشائى فى جريدة البيان









 جريدة البيان فى عددها الصادر بتاريخ 09 نوفمبر 2013 وحديث مع الدكتور
محمد النشائى





د/ محمد النشائي عالم

النانو تكنولوجي وأحد أشهر علماء الفيزياء النظرية يتحدث .. للبيان




كتب في : السبت

09 نوفمبر 2013 بقلم : تحقيق - مصطفى عمارة













لا أشعر بالإطمئنان لقرار مصر
بإقامة المفاعل النووى بعد طول انتظار وفترة من الشد والجذب حول المشروع

النووي المصري اعلنت مصر عن بدء برنامجها بعد قبول اهالي الضبعة تسليم الارض

المخصصة للمشروع للقوات المسلحة ومع بدء الاجراءات لاقامة هذا المشروع ادلى د/

محمد النشائي عالم النانو تكنولوجي واحد اشهر علماء العالم في الفيزياء النظرية

بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه هذا المشروع والمستجدات الاخرى على الساحتين

العلمية والسياسية :


كيف ترى قرار مصر

الدخول في العصر النووي واختيار موقع الضبعة لانشاء المشروع النووي الجديد ؟


المشكلة ليست في موقع

الضبعة فهناك اماكن عديدة تصلح لاقامة المفاعل النووي الجديد خاصة ان التطورات

الاخيرة في مجال انتاج المفاعلات النووية جعلتها اكثر امنا كما ان لدينا من

الكفاءات لتشغيل هذا المفاعل ولكن المشكلة الحقيقية ان دخول مصر العصر النووي يخضع

لاعتبارات سياسية لان الولايات المتحدة والتي تنظر فقط للمصالح الاسرائيلية مارست

ضغوط على انظمة الحكم المتعاقبة للحيلولة دون اقامة هذا المفاعل وبالتالي فإن

عملية التهييج الاعلامي الذي صاحب اقامة هذا المفاعل لا انظر اليه نظرة جدية إلا

اذا ترجم ذلك على ارض الواقع نظرا للتجارب الماضية في هذا المجال .


هل ترى ان اقامة هذا

المفاعل سوف يحل مشاكل مصر في انتاج الطاقة ؟


بالقطع لا .. فنحن

نحتاج الى اكثر من مفاعل خاصة ان هناك اماكن كثيرة تصلح لاقامة المفاعلات وليس

الضبعة فقط لان مخاطر اقامة المفاعلات في ظل التطور العلمي الحالي اصبحت قليلة اذا

قورنت ببدائل الطاقة الاخرى .


هل لدينا القدرة على

تصنيع المفاعل محليا ؟


في المرحلة

الاولى على الاقل فأنه يمكن شراء المفاعل من الخارج اما بالنسبة للكفاءات فنحن

نمتلك الكفاءات اللازمة لتشغيله .


هل يمكن استخدام

الطاقة البديلة التي يمكن تقليدها من اشاعة الشمس والرياح ؟


رغم توافر هذين العاملين في مصر من وجود شمس ساطعة
معظم اوقات النهار والتي يمكن استغلالها في
زراعة الصحراء وكذلك الرياح إلا ان
المشكلة ان استخراج الطاقة من الشمس او الرياح
باهظ التكاليف ولا يمكن ان تزودنا إلا
بـ 5 % على اكثر تقدير من الطاقة اما الطاقة

المستخرجة من المحطات النووية فيمكن ان تزودنا باكثر من 30% من احتياجاتنا من

الطاقة .


في ظل استمرار ازمة جامعة النيل
رغم صدور حكم من القضاء الاداري بعودة ارض الجامعة التي استولى
عليها د/ احمد زويل اليها . فكيف تنظر الى تلك القضية ؟


ما يحدث في هذا الموضوع يعد مهزلة بكل المقاييس فلقد
تم منح تلك الارض لزويل رغم ملكيتها لجامعة
النيل في عهد رئيس الوزراء السابق
عصام شرف دون اي سند قانوني وهو ما يستحق ان

يحاكم عليه واستمر الوضع في النظام الحالي وهذا إن دل فانما يدل على استمرار سيطرة

الولايات المتحدة على القرار المصري والذي يمثله احمد المسلماني ومصطفى حجازي في

قصر الرئاسة حيث يعمل هذا اللوبي لحماية المصالح الامريكية لان زويل هو رجل
الولايات المتحدة في مصر وجامعة زويل لم تضف لمصر شيئا من الناحية
العلمية ولكنها
فقط تبيع الوهم للمصريين وهو ما دفع الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس
مجلس ادارة
جامعة النيل الى تقديم استقالته .


ما هي رؤيتك لاداء الحكومة الحالية ؟


رغم وجود بعض الشخصيات الجيدة في الحكومة الجديدة الا ان هناك بعض السلبيات التي
لا تزال موجودة
سواء في اسلوب الادارة او في اختيار بعض الشخصيات سواء داخل الحكومة
او في لجنة

الخمسين وارى ان الضمانة الوحيدة لنهوض مصر من كبوتها الحالية هو تولي الفريق
السيسي مقاليد الحكم وبدون هذا فلن يتغير شيئا .


شغلت عدد من المناصب العلمية
الهامة داخل المملكة السعودية خلال الفترة الماضية . فكيف تنظر

الى القرار السعودي بالانسحاب من مجلس الامن ؟


احب ان اوجه التحية الى المملكة السعودية التي اتخذت هذا
القرار الجرئ والذي يعد صفعة للمنظمة الدولية
والولايات المتحدة لانتهاجها المعايير
المزدوجة في تعاملها مع قضايا المنطقة
وابرزها قضية فلسطين وسوريا ورغم
العلاقات الاستراتيجية التي ربطت السعودية
بالولايات المتحدة إلا انها اعلنت
التحدي لسياستها في مواطن عديدة فلقد اهتمت
السعودية بالعلم مبكرا لتأسيس نهضة علمية
من خلال انشاء عدد من المؤسسات العلمية
شاركت في ادارتها رغم ان ذلك كان ضد
رغبة الولايات المتحدة واعلنت دعمها للنظام
المصري الجديد سياسيا واقتصاديا رغم
معارضة الولايات المتحدة لذلك وكشفت الوجه
الحقيقي للولايات المتحدة في دعم
الارهاب والذي دفع ابنتي الحاصلة على الجنسية
الامريكية وشاركت في حملة اوباما
الانتخابية باعتباره انه اول رئيس امريكي من جذور
افريقية واسلامية إلا اعلان لذمها على
مساندته بعد ان ادركت انه لا يختلف عن
الرؤساء الذين سبقوه في دعم اسرائيل
فضلا عن دعم المنظمات الارهابية وهو ما افقده
تعاطف الشعب الامريكي لانه شعب طيب
على عكس الادارة الامريكية التي خضعت للوبي
الصهيوني .


كيف تنظر الى المباحثات
الامريكية الايرانية حول الملف النووي الايراني ؟ وهل يعكس مرونة من

النظام الايراني في هذا المجال ؟


احب ان اؤكد ان ايران انتجت اكثر من قنبلة نووية يمكنها ان
تلحق باسرائيل خسائر فادحة في حالة نشوب اي
نزاع بينهما ولكن ما اخشاه ان تلك
المباحثات سوف تكون على حساب مصالح العالم
العربي .

































E(Dark)

E(Dark)
E(Dark)

أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردنProf. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan

أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردنProf. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan
أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردن Prof. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan

Happy New Year

Happy New Year
Happy New Year 2013

الدكتور محمد النشائى يرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى





الاستاذ الدكتور مهندس محمد صلاح الدين النشائى
عالم تقنية النانو المعروف يرشح سعادة فريق أول وزير الدفاع والانتاج الحربى ونائب
رئيس الوزراء لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات المقبلة ويقول انه لا يقل بل يزيد
احقية فى ذلك عن أعظم رؤساء الولايات المتحدة الذين كانوا فى صفوف الجيش الامريكى
مثل جورج واشنطن ودريت إيزنهور قائد الجيش الامريكى فى الخرب العالمية الثانية.
وكان ذلك الامس 19-07-2013 على قناة النيل الانجليزية فى برنامج نيل كروز







NO TO ALL FORMS OF RELIGIOUS FASCISM

30 يونيو ثورة مصر الثانية

30 يونيو ثورة مصر الثانية

الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو

الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو
الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو

الدكتور النشائى فى مظاهرات 30 يونيو

الدكتور النشائى فى مظاهرات 30 يونيو

30 يونيو

العالم المصرى الدكتور محمد النشائى المرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية

يعلن تأيده التام لشرعية مطالب الشعب المصرى ويهنئه على انجازاته السياسية والاخلاقية ويطالب بالاستمرار إلى ان يحصل الشعب على شرعيته كذلك يعلن عن تقديره وحبه المطلق لشعب مصر العظيم وتأيده لأعلان القوات المسلحة وتقديره الشخصى لقيادة الجيش وسيادة المشير عبد الفتاح السيسيى و المجلس الاعلى للقوات المسلحة ويدعو لهم من قلبه بالنجاح وان يوافقهم الله وهو متأكد ان الجيش العظيم سوف يحافظ على إرادة الشعب المصرى وكرامته وفى نفس الوقت سوف يحافظ على رئاسة الجمهورية كمركز أعلى وغير مرتبط بأسم الشخص الذى يحتله وهو على كل حال هو شخص مصرى.و لابد من كل اطياف الشعب من المشاركة فى رسم مستقبل مصر تماما كما قال سيادة المشير وزير الحربية والقائد الاعلى للجيش. كذلك يشكر الدكتور النشائى شباب مصر الذى رائهم عن كثب لأول مرة من يوم 30 يونيو إلى اليوم حيث كان النشائى بصفة شبة دائمه فى التحرير والاتحادية ويؤكد انحيازه لهم .

محمد مصطفى

تصريح للدكتور النشائى لما حدث بالامس

القاهرة فى 5 يوليو 2013

صرح دكتور مهندس محمد النشائى عالم النانو تكنولوجى والمرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية بالتالى:

لقد صدم بصور معارك الشوارع وخطب التحريض ولايجد كلمة تعبر عن مشاعر الحزن التى يشعر بها لانه لم يكن يتصور يوما من الايام ان ذلك ممكن إن يحدث فى مصر. لذلك يكرر الدكتور النشائى أن الشرعية هى شرعية مطالب غالبية الشعب وقد سقط النظام السابق للحزب الوطنى فى التحرير فكانت شرعية. وسقط الحكم الان مرة اخرى على نفس النمط ولايمكن ان يكيل الانسان بمكيلين ثم يتكلم عن شرعية . الشرعية كلمة تعنى اشياء مختلفة لشعوب مختلفة لأديان مختلفة ولمذاهب سياسية مختلفة ثم تختلف مرة أخرى مع مرور الزمن. ماذا يمكن أن يكون أكثر شرعية من رغبة غالبية الشعب وتعضيد الكنيسة والازهر الشريف ومباركة الجيش والدخلية وشباب مصر الذى سوف يكون هنا فى الخمسين عاماً القادمة ولذلك لابد أن يكون لهم الكلمة الاولى وللشيوخ الكلمة الثانية والنصح فقط وليس الترويع والتهديد. ان أحترام الدكتور النشائى لمركز رئيس الجمهورية معروف ولايمكن أن يشكك فى احترامه لجميع رؤساء جمهورية مصر ولا لشعب مصر ولا طبعا لجيش مصر أحد.

رمضان كريم

رمضان كريم


يهنئ الكتور محمد النشائى كافة المصريين و الامة الاسلامية كلها بحلول شهر رمضان المعظم .
Prof. El Naschie exposed the hypocrisy of those who called the June 30 Egyptian Revolution a military coup d'état. In a communique on Channel 1 of The Egyptian Television he said the Revolution of January 25, 2011 which ended the rule of President Mubarak was followed by a Military Council which handed over power to the Muslim Brotherhood. By obvious contrast power was handed over immediately after the June 30 Revolution to a Civil Government and a Supreme Court Judge became Egypt's Interim President and Dr. Mohamed El Baradie was nominated and selected as Vice President. Could Obama be confused unless.....Prof. El Naschie, who was always a friend of Obama, could not complete the sentence with its embarrassing conclusion

الاثنين، 31 مايو 2010




«مش حاتصور مع نادية الجندي»، كان هذا ردي على صديق عندما سألني عن زيارتي الأخيرة لمصر، بالطبع لم يفهم مغزى ما قلت دونما شرح وتوضيح. ونادية الجندي
لمن لا يعرفون، وأظنهم قلة، هي ممثلة مصرية مشهورة كانت إلى وقت قريب فتاة
الإغراء في السينما المصرية ولها حضور في القاهرة، وفي قرى ونجوع مصر كلها،
أيقونة ثقافية.



ولكن ما علاقة نادية الجندي بزيارتي الأخيرة لمصر. ببساطة نحن أبناء القرى
الذين ذهبوا إلى الغرب وتعلموا «وشافوا الشغل على أصوله»، وحصلوا على درجات
علمية متميزة أو أصبحت لهم مكانة في الغرب، يجدون صعوبة في توصيل معنى ما
وصلوا إليه من علم، ويعجزون عن توضيح ذلك لأنهم يزنون المعرفة والمكانة
بموازين ومعايير مختلفة، ولأن ما وصلهم من علوم الغرب هو «النسخة التايواني
أو الصيني». ويقال إنه في زيارة مسؤول صيني إلى مصر مؤخرا، لم يلق الحفاوة
اللائقة بوزير قادم من دولة عظمى. ولما سأل أحدهم وزيرا مصريا عن سبب
التجاهل، قال: «سيبك منه دا صيني»، أو «وزير تقليد».



جماعتنا فقدوا القدرة على ما يأتي من الغرب لأن التايواني هو الرائج في
السوق، لذا لا يستطيع القادمون من الغرب ترجمة مكانتهم في الغرب إلى المكانة
ذاتها في مصر، وذلك ببساطة أيضا لأن المعايير وكذلك المفاتيح الثقافية مختلفة
بين الحضارتين. لا تفهمني خطأ، فأهالي القرى لا يريدون لأبنائهم شرا، هم
يريدون لهم كل الخير. ولكن كنوع من حب الاستطلاع يريدون أن يعرفوا ما «وصل»
إليه هذا الغائب عن الديار كل هذه السنين من مكانة، خصوصا إن لم يكن عائدا
بمال أو شيء عيني مقنع يفهمونه. وبما أن العلم بشكل عام هو رأسمال رمزي، فلا
بد من محاولة ترجمته من حالة رأسمال عالمي إلى ما يقابله من رأس مال رمزي
محلي، وفي حالتنا يصبح الرأسمال «رقص مال».



فمثلا عندما جاء العالم المصري الكبير أحمد زويل إلى مصر، أراد أن يتكلم
في مشروعه العلمي، وفي الفيمتوثانية. ولأن من يحاورونه، باستثناءات قليلة
جدا، لا يعرفون الكثير عن الكيمياء وعن الفيزياء ما بعد الإنتروبي والقانون
الثالث للديناميكية الحرارية، أو ما بعد الكوانتم ميكانيكس، لم يستطيعوا وضع
زويل في أي سياق مفهوم غير أنه رجل مشهور في الغرب وحاصل على جائزة نوبل. ولو
أن زويل من قرية مثلي، لكانت لديه مشكلة أعظم في أن يفهم جماعته أنه «وصل»،
حسب تعبيرهم، «وصل إيه، وفيمتو، أو مفهمتوش إيه، لازم نشوفه متصور مع نجوم
القاهرة مع الناس اللي وصلت»، وهم بالطبع لا يعرفون أن ليل القاهرة الآن
مظلم، لا نجوم فيه سوى ما يسمونه في الصعيد بـ«الفشنك»، أي الألعاب النارية
التي تحدث ضوءا كاذبا لا يلبث أن يختفي. ومع ذلك هم مصرون على أن في القاهرة
نجوما، وأن هناك صراعا على الأضواء، رغم أن القاهرة اليوم أصبحت تقترب من
حالة المدن المنتهية، ولكن هذا كلام لا يقبله أهل القاهرة. المهم في حالة
«الوصول» بالنسبة لأبناء أهل القرى هو أن يتصوروا مع «نجوم القاهرة» من
الممثلين، والتمثيل هو أن تقوم بدور غير الدور، أي تقليد أيضا أو صيني،
(تمثيل في تمثيل) سواء كان تمثيلا في السينما أو تمثيلا في البرلمان. كله
تمثيل.



لذا ورغم حصول العالم المصري أحمد زويل على أعلى الجوائز العلمية، لم يعرف
الكثيرون في مصر أن زويل قد «وصل» إلا حينما «اتصور مع نادية الجندي». هذا ما
تستطع الجماعة فهمه في غياب المعايير الحاكمة في الإعلام، والثقافة، والعلوم.
المهم أنك تتصور مع نادية الجندي، ويا سلام بالنسبة للجيل القديم لو «اتصورت»
مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ولكن الحمد لله أن سيدة الشاشة عزفت عن
التصوير منذ زمن، وربما هذا نقص في معلوماتي.



في واحدة من ليالي القاهرة جلست إلى الدكتور محمد النشائي، وهو عالم
فيزياء كبير، تعلم في ألمانيا، وهو أستاذ بجامعة كمبريدج، وله أبحاث عالمية
معروفة. ولتبسيط الموضوع، هو المنظر لما يقوم به الدكتور زويل في المعمل في
مسألة الزمن وحركته، وصاحب نظرية توحيد القوى الخمس (الجاذبية والمغناطيسية
والكهرباء والقوى الضعيفة والقوى القصوى). وهذا حديث متخصص ليس مكانه هنا،
إنما النقطة هي أن النشائي وغيره ممن يعتبرون في الغرب قامات علمية، يعيشون
على هامش الثقافة في مصر، لأنهم لم يتصوروا مع نادية الجندي. لذا فالناس لا
تعرفهم والدولة لا تهتم بهم وبأبحاثهم التي هي محط اهتمام العالم.



لست زويل أو النشائي في مجالي، ولكني مراقب لمسألة انهيار المعايير في
مصر، المسألة في مصر اليوم أصبحت «شومان شب»، «اللي على التلفزيون كتير يكسب،
واللي عنده تربيطات يكسب». بالطبع لا يكسب بالمعنى الكبير للمكسب، يكسب بمعنى
«البقشيش»، عقلية الترجمان الذي يقف بجمله إلى جوار الهرم، ليس المهم هو
الهرم، وإنما البقشيش. أما المسألة التي فوق فهي لها حسابات أخرى، الأساس
فيها عبارة واحدة، لا غيرها «مكافأة لا كفاءة»، هذه هي العبارة الحاكمة.
بمعنى أن موقع أي فرد في السياسة والصحافة والثقافة، أو حتى في جوائز العلوم،
هو مجرد مكافأة لا كفاءة، جوائز ومناصب تمنح للمطيعين والمتنطعين، هؤلاء
يكافأون. أما أن تقول شيئا فيه نقد، فالنقد لا يكون مفهوما إما لغياب
المفاتيح الثقافية المشتركة، وهذا هو الغالب، أو لأن القوم مكتفون ذاتيا
وراضون، وبالنسبة لهم «ليس في الإمكان أبدع مما كان».



في مجموعة بهاء طاهر القصصية «أنا الملك جئت»، هناك حوار بين الكاهن
المتمرد على عبادة الإله آمون «كاي- نن»، وبين كهنة آمون الذين أرادوا أن
يعدموه، لذا طالبهم في مواجهة علمية بالاحتكام إلى ريشة ماعت، وريشة ماعت هي
ريشة العدل في الميثولوجيا المصرية القديمة، إذ توضع الريشة في كفة الميزان،
وقلب المتوفى في الكفة الأخرى، فإذا تساوى القلب مع الريشة دخل المتوفى
الفردوس. ولما طلب كاي نن ذلك، قال له الكاهن الأكبر في جلسة سرية، وهو صديق
قديم له منذ أن كانا في مدرسة الكهنوت، إنه ستكون هناك ريشة، وسيكون هناك
ميزان، ولكنها لن تكون ريشة ماعت، ولن يكون نفس الميزان. ببساطة أن الموضوع
سيكون من أوله «غش في غش». وبهذا رفع بهاء طاهر المرآة للمصريين كي يروا
وجوههم الحقيقية فيها، ولكنهم وحتى الآن عنها معرضون.



كلما يأتي الجادون إلى مصر، يقابلهم أهل الميزان المغشوش، يتحدثون عن
الغرب وعن سفالته وكفره لا عن علمه، محاولة من أهل الغش لإنكار رحلات طويلة
من الكد والجهد والتعب، وقصص نجاح وصعود حقيقية وليست تمثيلا. يحاولون
تسفيهها، ولأننا اقتنعنا بأن كل شيء منحة ومكافأة في الداخل، فلا بد أن تكون
المكانة منحة في الخارج أيضا. وبالطبع كل إناء بما فيه ينضح، أو الناس يفهمون
الآخرين حسب تجاربهم هم، ودائما ما يسألني أصدقائي، ما ردك على هذا النوع من
الحوار، فيكون ردي دائما «لقد تعلمت من المنبع، ولا يبهرني المسروق أو
المغشوش لا في الثقافة، ولا في السياسة والأدب، ولا حتى في العلوم، ولكل هذا
أنا لن أرد، و«مش حاتصور مع نادية الجندي».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق