حديث الدكتور النشائى فى جريدة البيان









 جريدة البيان فى عددها الصادر بتاريخ 09 نوفمبر 2013 وحديث مع الدكتور
محمد النشائى





د/ محمد النشائي عالم

النانو تكنولوجي وأحد أشهر علماء الفيزياء النظرية يتحدث .. للبيان




كتب في : السبت

09 نوفمبر 2013 بقلم : تحقيق - مصطفى عمارة













لا أشعر بالإطمئنان لقرار مصر
بإقامة المفاعل النووى بعد طول انتظار وفترة من الشد والجذب حول المشروع

النووي المصري اعلنت مصر عن بدء برنامجها بعد قبول اهالي الضبعة تسليم الارض

المخصصة للمشروع للقوات المسلحة ومع بدء الاجراءات لاقامة هذا المشروع ادلى د/

محمد النشائي عالم النانو تكنولوجي واحد اشهر علماء العالم في الفيزياء النظرية

بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه هذا المشروع والمستجدات الاخرى على الساحتين

العلمية والسياسية :


كيف ترى قرار مصر

الدخول في العصر النووي واختيار موقع الضبعة لانشاء المشروع النووي الجديد ؟


المشكلة ليست في موقع

الضبعة فهناك اماكن عديدة تصلح لاقامة المفاعل النووي الجديد خاصة ان التطورات

الاخيرة في مجال انتاج المفاعلات النووية جعلتها اكثر امنا كما ان لدينا من

الكفاءات لتشغيل هذا المفاعل ولكن المشكلة الحقيقية ان دخول مصر العصر النووي يخضع

لاعتبارات سياسية لان الولايات المتحدة والتي تنظر فقط للمصالح الاسرائيلية مارست

ضغوط على انظمة الحكم المتعاقبة للحيلولة دون اقامة هذا المفاعل وبالتالي فإن

عملية التهييج الاعلامي الذي صاحب اقامة هذا المفاعل لا انظر اليه نظرة جدية إلا

اذا ترجم ذلك على ارض الواقع نظرا للتجارب الماضية في هذا المجال .


هل ترى ان اقامة هذا

المفاعل سوف يحل مشاكل مصر في انتاج الطاقة ؟


بالقطع لا .. فنحن

نحتاج الى اكثر من مفاعل خاصة ان هناك اماكن كثيرة تصلح لاقامة المفاعلات وليس

الضبعة فقط لان مخاطر اقامة المفاعلات في ظل التطور العلمي الحالي اصبحت قليلة اذا

قورنت ببدائل الطاقة الاخرى .


هل لدينا القدرة على

تصنيع المفاعل محليا ؟


في المرحلة

الاولى على الاقل فأنه يمكن شراء المفاعل من الخارج اما بالنسبة للكفاءات فنحن

نمتلك الكفاءات اللازمة لتشغيله .


هل يمكن استخدام

الطاقة البديلة التي يمكن تقليدها من اشاعة الشمس والرياح ؟


رغم توافر هذين العاملين في مصر من وجود شمس ساطعة
معظم اوقات النهار والتي يمكن استغلالها في
زراعة الصحراء وكذلك الرياح إلا ان
المشكلة ان استخراج الطاقة من الشمس او الرياح
باهظ التكاليف ولا يمكن ان تزودنا إلا
بـ 5 % على اكثر تقدير من الطاقة اما الطاقة

المستخرجة من المحطات النووية فيمكن ان تزودنا باكثر من 30% من احتياجاتنا من

الطاقة .


في ظل استمرار ازمة جامعة النيل
رغم صدور حكم من القضاء الاداري بعودة ارض الجامعة التي استولى
عليها د/ احمد زويل اليها . فكيف تنظر الى تلك القضية ؟


ما يحدث في هذا الموضوع يعد مهزلة بكل المقاييس فلقد
تم منح تلك الارض لزويل رغم ملكيتها لجامعة
النيل في عهد رئيس الوزراء السابق
عصام شرف دون اي سند قانوني وهو ما يستحق ان

يحاكم عليه واستمر الوضع في النظام الحالي وهذا إن دل فانما يدل على استمرار سيطرة

الولايات المتحدة على القرار المصري والذي يمثله احمد المسلماني ومصطفى حجازي في

قصر الرئاسة حيث يعمل هذا اللوبي لحماية المصالح الامريكية لان زويل هو رجل
الولايات المتحدة في مصر وجامعة زويل لم تضف لمصر شيئا من الناحية
العلمية ولكنها
فقط تبيع الوهم للمصريين وهو ما دفع الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس
مجلس ادارة
جامعة النيل الى تقديم استقالته .


ما هي رؤيتك لاداء الحكومة الحالية ؟


رغم وجود بعض الشخصيات الجيدة في الحكومة الجديدة الا ان هناك بعض السلبيات التي
لا تزال موجودة
سواء في اسلوب الادارة او في اختيار بعض الشخصيات سواء داخل الحكومة
او في لجنة

الخمسين وارى ان الضمانة الوحيدة لنهوض مصر من كبوتها الحالية هو تولي الفريق
السيسي مقاليد الحكم وبدون هذا فلن يتغير شيئا .


شغلت عدد من المناصب العلمية
الهامة داخل المملكة السعودية خلال الفترة الماضية . فكيف تنظر

الى القرار السعودي بالانسحاب من مجلس الامن ؟


احب ان اوجه التحية الى المملكة السعودية التي اتخذت هذا
القرار الجرئ والذي يعد صفعة للمنظمة الدولية
والولايات المتحدة لانتهاجها المعايير
المزدوجة في تعاملها مع قضايا المنطقة
وابرزها قضية فلسطين وسوريا ورغم
العلاقات الاستراتيجية التي ربطت السعودية
بالولايات المتحدة إلا انها اعلنت
التحدي لسياستها في مواطن عديدة فلقد اهتمت
السعودية بالعلم مبكرا لتأسيس نهضة علمية
من خلال انشاء عدد من المؤسسات العلمية
شاركت في ادارتها رغم ان ذلك كان ضد
رغبة الولايات المتحدة واعلنت دعمها للنظام
المصري الجديد سياسيا واقتصاديا رغم
معارضة الولايات المتحدة لذلك وكشفت الوجه
الحقيقي للولايات المتحدة في دعم
الارهاب والذي دفع ابنتي الحاصلة على الجنسية
الامريكية وشاركت في حملة اوباما
الانتخابية باعتباره انه اول رئيس امريكي من جذور
افريقية واسلامية إلا اعلان لذمها على
مساندته بعد ان ادركت انه لا يختلف عن
الرؤساء الذين سبقوه في دعم اسرائيل
فضلا عن دعم المنظمات الارهابية وهو ما افقده
تعاطف الشعب الامريكي لانه شعب طيب
على عكس الادارة الامريكية التي خضعت للوبي
الصهيوني .


كيف تنظر الى المباحثات
الامريكية الايرانية حول الملف النووي الايراني ؟ وهل يعكس مرونة من

النظام الايراني في هذا المجال ؟


احب ان اؤكد ان ايران انتجت اكثر من قنبلة نووية يمكنها ان
تلحق باسرائيل خسائر فادحة في حالة نشوب اي
نزاع بينهما ولكن ما اخشاه ان تلك
المباحثات سوف تكون على حساب مصالح العالم
العربي .

































E(Dark)

E(Dark)
E(Dark)

أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردنProf. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan

أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردنProf. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan
أ.د. محمد صلاح الدين النشائى فى اثار بترا بالاردن Prof. Mohamed Alnashaee in Petra-Jordan

Happy New Year

Happy New Year
Happy New Year 2013

الدكتور محمد النشائى يرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى





الاستاذ الدكتور مهندس محمد صلاح الدين النشائى
عالم تقنية النانو المعروف يرشح سعادة فريق أول وزير الدفاع والانتاج الحربى ونائب
رئيس الوزراء لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات المقبلة ويقول انه لا يقل بل يزيد
احقية فى ذلك عن أعظم رؤساء الولايات المتحدة الذين كانوا فى صفوف الجيش الامريكى
مثل جورج واشنطن ودريت إيزنهور قائد الجيش الامريكى فى الخرب العالمية الثانية.
وكان ذلك الامس 19-07-2013 على قناة النيل الانجليزية فى برنامج نيل كروز







NO TO ALL FORMS OF RELIGIOUS FASCISM

30 يونيو ثورة مصر الثانية

30 يونيو ثورة مصر الثانية

الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو

الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو
الدكتور محمد النشائى فى مظاهرات الحرية يوم 30 يونيو

الدكتور النشائى فى مظاهرات 30 يونيو

الدكتور النشائى فى مظاهرات 30 يونيو

30 يونيو

العالم المصرى الدكتور محمد النشائى المرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية

يعلن تأيده التام لشرعية مطالب الشعب المصرى ويهنئه على انجازاته السياسية والاخلاقية ويطالب بالاستمرار إلى ان يحصل الشعب على شرعيته كذلك يعلن عن تقديره وحبه المطلق لشعب مصر العظيم وتأيده لأعلان القوات المسلحة وتقديره الشخصى لقيادة الجيش وسيادة المشير عبد الفتاح السيسيى و المجلس الاعلى للقوات المسلحة ويدعو لهم من قلبه بالنجاح وان يوافقهم الله وهو متأكد ان الجيش العظيم سوف يحافظ على إرادة الشعب المصرى وكرامته وفى نفس الوقت سوف يحافظ على رئاسة الجمهورية كمركز أعلى وغير مرتبط بأسم الشخص الذى يحتله وهو على كل حال هو شخص مصرى.و لابد من كل اطياف الشعب من المشاركة فى رسم مستقبل مصر تماما كما قال سيادة المشير وزير الحربية والقائد الاعلى للجيش. كذلك يشكر الدكتور النشائى شباب مصر الذى رائهم عن كثب لأول مرة من يوم 30 يونيو إلى اليوم حيث كان النشائى بصفة شبة دائمه فى التحرير والاتحادية ويؤكد انحيازه لهم .

محمد مصطفى

تصريح للدكتور النشائى لما حدث بالامس

القاهرة فى 5 يوليو 2013

صرح دكتور مهندس محمد النشائى عالم النانو تكنولوجى والمرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية بالتالى:

لقد صدم بصور معارك الشوارع وخطب التحريض ولايجد كلمة تعبر عن مشاعر الحزن التى يشعر بها لانه لم يكن يتصور يوما من الايام ان ذلك ممكن إن يحدث فى مصر. لذلك يكرر الدكتور النشائى أن الشرعية هى شرعية مطالب غالبية الشعب وقد سقط النظام السابق للحزب الوطنى فى التحرير فكانت شرعية. وسقط الحكم الان مرة اخرى على نفس النمط ولايمكن ان يكيل الانسان بمكيلين ثم يتكلم عن شرعية . الشرعية كلمة تعنى اشياء مختلفة لشعوب مختلفة لأديان مختلفة ولمذاهب سياسية مختلفة ثم تختلف مرة أخرى مع مرور الزمن. ماذا يمكن أن يكون أكثر شرعية من رغبة غالبية الشعب وتعضيد الكنيسة والازهر الشريف ومباركة الجيش والدخلية وشباب مصر الذى سوف يكون هنا فى الخمسين عاماً القادمة ولذلك لابد أن يكون لهم الكلمة الاولى وللشيوخ الكلمة الثانية والنصح فقط وليس الترويع والتهديد. ان أحترام الدكتور النشائى لمركز رئيس الجمهورية معروف ولايمكن أن يشكك فى احترامه لجميع رؤساء جمهورية مصر ولا لشعب مصر ولا طبعا لجيش مصر أحد.

رمضان كريم

رمضان كريم


يهنئ الكتور محمد النشائى كافة المصريين و الامة الاسلامية كلها بحلول شهر رمضان المعظم .
Prof. El Naschie exposed the hypocrisy of those who called the June 30 Egyptian Revolution a military coup d'état. In a communique on Channel 1 of The Egyptian Television he said the Revolution of January 25, 2011 which ended the rule of President Mubarak was followed by a Military Council which handed over power to the Muslim Brotherhood. By obvious contrast power was handed over immediately after the June 30 Revolution to a Civil Government and a Supreme Court Judge became Egypt's Interim President and Dr. Mohamed El Baradie was nominated and selected as Vice President. Could Obama be confused unless.....Prof. El Naschie, who was always a friend of Obama, could not complete the sentence with its embarrassing conclusion

السبت، 26 سبتمبر 2009

الاستاذ الدكتور محمد صلاح الدين النشائى ( الثانى من اليمين ) يجلس الى جانب الاستاذ الدكتور مصطفى السيد (فى المنتصف ) فى لجنة امتحان دراسات عليا للنانو تكنولوجى . ومن الجدير بالذكر ان الاستاذ الدكتور مصطفى سيد هو عالم تجريبى وله تجارب عديدة فى ابحاث معالجة السرطان مستخدما تقنية النانو وهذا يتكامل مع ابحاث الدكتور محمد النشائى النظرية حيث ان النشائى له نظرية رياضية فيزيائية عامة تستخدم فى عديد من مشاكل تقنية النانو

حوار مع الدكتور محمد النشائى فى جريدة الحياة


النشائي: بات في متناول اليد

الأحد, 19 يوليو 2009
القاهرة - مي الشافعي
ارتبطت أشياء كثيرة بحدث الوصول الى القمر في ذهن العالِم المصري الدكتور محمد النشائي وخياله، عضو «معهد بحوث الفضاء» الذي أسّسه العالِم الألماني هيرمان أوبرس الذي يعتبر أستاذ العالِم الألماني فيرنار فون براون عالِم الصواريخ الذي أسّس برنامجاً في استكشاف الفضاء وصل الى ذروته بهبوط نيل أرمسترونغ على سطح القمر. والمعلوم أن النشائي يثير جدالاً علمياً واسعاً بنظريته الخاصة حول توحيد القوة الأساسية في الكون، التي يصفها البعض بأنها «ثورة علمية».
وفي حديث مع «الحياة»، عاد النشائي إلى طفولته مؤكداً أهمية التأمل. وأشار إلى أن السماء بما فيها من نجوم وقمر وكواكب كانت محل تأمله كطفل. وقال: «التأمل يخلق أحلاماً ويطرح تساؤلات. ويعتبر البذرة الأولى للشغف بالعلِم وحبه، وتالياً الاندفاع نحو اكتشاف أسرار الكون الذي مهما فعلنا لن نفك إلا قشيرات صغيرة على سطحه». وأضاف: «إن الصعود الى القمر علّمنا أن الأحلام يمكن أن تتحقق ولكن بالعلم. وعندما يهمل الإنسان العلم لن يصل الى القمر ولا حتى الى الأرض. ولحظة نزول أرمسترونغ فوق سطح القمر كانت لحظة مهمة رأيت فيها حلماً يتحقق. كان عمري وقتها حوالى 16 سنة. ولكني كنت أحلم أيضاً أن يكون العلَم الذي غرس على سطح القمر مصرياً أو عربياً. وأنا أعتبر أن هذه الحقبة مهمة جداً في حياتي. إذ جعلتني تجربة الوصول الى القمر أهتم بدراسة هندسة الطيران بعد دراسة الهندسة الإنشائية في بداية مشواري علمياً. وأجريت بحوثاً في ذلك المجال. وأُذكّر بأن الدكتور صالح العدل وزير البحث العلمي السعودي، له بحوث متنوّعة نُشِرَت في «مجلة الطيران والصواريخ الأميركية»... ثم بدأت أهتم بالطبيعة والفيزياء النظرية ودراسة نظرية الكم («كوانتوم» Quantum) ونظرية أينشاتين في النسبية، ودراسة الطاقة في الكون وغيرها».
وذكّر النشائي بتاريخ إنشاء برنامج الفضاء الأميركي الذي أسّس له العالِم الألماني المشهور فون براون. والمعلوم أن براون كان مولعاً في طفولته بالصواريخ، وأصبح مهندساً في عالم الطيران. واستغله الجيش النازي في ألمانيا في بدء برنامج الصواريخ إبان الحرب العالمية الثانية. وعندما استولى الأميركيون على قاعدة بحر الشمال التي كانت تطلق منها الصواريخ على لندن، اهتموا بالعلماء الألمان وعاملوهم أفضل معاملة. وبدأ فون براون يؤسس للبرنامج الأميركي الذي نافس برنامجاً مماثلاً وضعه الروس واستهلوا إنجازاته بإطلاق القمر الاصطناعي الأول «سبوتنيك». وسجّل القمر الاصطناعي السوفياتي، حينها، سبقاً في الدوران فضائياً حول الأرض. وأزعج هذا الأمر الأميركيين. وتمثّل ردّهم عليه في كلمة الرئيس جون كينيدي، الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية للتو وقتها، التي قال فيها: «أميركا سترسل رجلاً الى القمر في ظرف عشر سنوات». وقد حدث ذلك فعلياً.
وتحدث النشائي عن المستقبل قائلاً: «إن القمر الآن أصبح في متناول اليد. إذ فتح الصعود إليه الباب للتفكير في بناء قواعد عليه نأمل بألا تكون حربية. وكذلك فتح آفاقاً لا حد لها لمعرفة الكواكب الأخرى كالمريخ، والذهاب إلى أبعد من مجرتنا بكثير والتساؤل حول وجود حياة على الكواكب الأخرى. إن الهند الآن لديها قمر اصطناعي يدور حول القمر ويصوره من كل زاوية، وهناك دول كثيرة بدأت تدخل في هذا المجال، ولكني لا أستطيع تجاهل السؤال حولنا نحن. إلى ماذا وصلنا في عالمنا العربي؟
إن الحديث عن القمر الآن يشعرني ببعض خيبة الأمل. فعندما كنت صغيراً كنت أتصور أن الوصول إلى القمر معناه إنسان كامل الأخلاق والعقل. ولكن بعد كل هذه السنين وهذه الإنجازات العلمية لم تتغير كثيراً أخلاق الإنسان ولم ترتبط الأخلاق بالعلم، والحلم الحقيقي هو أن يصبح الإنسان «إنساناً» قبل أن يصعد إلى القمر أو يذهب إلى المريخ. العلم شيء رائع وجميل ولكنه من دون الأخلاق والدين ليس جيداً».
واختتم النشائي حديثه بالقول: «الآن أصبحت أخبار القمر شيئاً عادياً. ونتعلم في كل لحظة أن الأحلام تتحقق وأن الخيال يتحقق. ولكن في الوقت نفسه لا بد أن نعرف أننا شيء بسيط جداً في الطبيعة، وأن نتوقف عن الغرور وأن نخشع للخالق. آمل بأن تتاح الفرصة للجميع للذهاب الى القمر ورؤية الأرض لنعرف حجمنا الضئيل في الكون وساعتها قد نتوقف عن الحرب وتدمير الأرض».

علماء مصر .. محمد النشائى , أعظم العقول بعد أينشتاين ونيوتن






حينما كرمته الصين منذ عدة سنوات قالوا عنه : (ثلاث أعظم عقول فى البشرية ..إسحف نيوتن , أينشتاين , محمد النشائى)أتعلم بانه كان يرغب بأن يكون فناناً وممثلاً قبل أن يتحول لعالم يفتخر به مصر ؟! العالم المصري د. محمد النشائى قد تتسائل : من هذا الرجل ؟لم تسمع هذا الإسم من قبل ؟أتعلم أنه كان مرشحاً لجائزة نوبل للعوم ؟أقدم إليك بعص ملامح حياته بالصور ولد في القاهرة عام 1943 ذهب محمد النشائي إلى ألمانيا من اجل استكمال تعليمه هناك و ألتحق بكلية الهندسة بناء على رغبة الوالد و تخرج من كلية الهندسة جامعة هانوفر الألمانية عام 1968و بعد ان تخرج عمل قرابة الثلاثة سنوات في مجال تصميم الكباري و الشوارعثم قرر الذهاب إلى إنجلترا حيث تحول مساره من الهندسة المدنية إلى دراسة الميكانيكا التطبيقية حيث نال درجتى الماجستير و الدكتوراة من جامعة لندن.كان يتولى رئاسة جامعة القصيم في المملكةا لعربية السعودية عندما علم بعلم الفوضى المحددة. و عندما قرر العودة للخارج لم يكن لديه ابحاث علمية بخلاف بحث واحد في الهندسة الانشائية حيث توجه إلى جامعة كورنيل الأمريكية و كانت هذه قفزته الاولى في جامعة مشهورة و تخصص هناك في الفوضى المحددة.


محمد النشائي أكبر علماء الأرض كان ضيف كليتنا يوم أمس دون أن يعرف أحد!


نقلا عن موقع (منتديات قلبى)


توضيح:

قبل البدء بقراءة الموضوع هنا لا بد من قراءة المقال المعنّون بـ " الصين تكرمه بعد غد باعتباره واحدا من أعظم علماء العالم" أخر مقال في الصفحة على هذا الرابط:http://vb.qlbe.com/t207313/redirector.php?url=http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/649/0100.htmlوذلك حتى لا يعتقد أحدهم بأن من سيدور الحديث عنه هنا ما هو إلا شخصية أسطورية أو من نسج خيالي!!..

وكما فعلتُ أنا، بالتأكيد ستلعنون الأعلام العربي الحقير والتافه الذي يُقيّم الدنيا ولن يقعدها لو سمع شائعة في أطراف الأرض تتحدث عن أن الجدة الثالثة أو الرابعة لداعر أو ماجنة ترجع أصولها لدولة عربية، ولن يهدأ له بال حتى يثبت صحة تلك الشائعة، حتى ولو أنكر الداعر أو الماجنة ذلك، فأنه لن يفتأ عن البحث والتقصي مهما كان الثمن! بينما الأفذاذ والعباقرة من أبنائها والذين ينتشرون في أعرق جامعات الأرض وهم أكثر اعتزازا بقوميتهم مننا لا نعرف عنهم أي شيء سوى عندما يفاجئنا أحدهم بحصوله على جائزة نوبل كما حدث مع العبقري "أحمد زويل".

مقدمة:

وصلتُ الكلية الساعة الواحدة والربع ظهراً، كان يوما عادياً كأي يوم قضيته فيها، ربما كان الشيء المختلف في هذا اليوم إلى لحظة دخولي الكلية هو الامتحان الشفوي في مادة communication" systems". مررتُ من البوابة متجها إلى الفصل الذي اعتدنا أن نأخذ فيه هذه المادة معتقداً بالخطأ أنه المكان الذي سيتم فيه الامتحان الشفوي. وبينما وأنا أمشي بجانب أحد المدرجات الذي اعتادوا أن يلصقوا الإعلانات عن النّدوات أو المحاضرات أو الرحلات على جداره الذي يقابلني وأنا في طريقي للفصل.. توقفتُ ـ وكما هي العادة ـ لقراءة اليافطة المعلقة حديثاً جداً ـ على أبعد الاحتمالات صباح اليوم ـ والتي لا يتعدى طولها المتر وعرضها النصف متر ، شيء رهيب من الذهول والاستفزاز وعدم التصديق انتابني وأنا أطالع اسم من سيلقي الندوة، معقولة هو " محمد النشائي بشحمه ولحمه"، وسألت نفسي باستفزاز: "طيب: ماذا لو كانت الحصة قد أُلغيت في هذا الموعد وسنأخذها في موعدٍ آخر كما يفعل معيدنا المجنون دائماً؟ هل هذا يعني أنني لن أعرف شيئاً عن هذه الندوة؟ لقد مررتُ على موقع الكلية وموقع دفعتنا قبل مجيئي للكلية، لكني لم أجد أي حس أو خبر عنها. يا لله.. يا لله، معقولة، أسبانيا تكرمه قبل شهرين، ويحضر التكريم كل علماء الفيزياء في الأرض الذين حصلوا على جائزة نوبل، والصين تحتفل بعيد ميلاده الستين، وتضع له اليافطات في الشوارع كتلك التي اعتدنا في وطنا العربي ألا نراها توضع إلا لأفلام السينمائية أو الألبومات الغنائية!!.. ما أغبى كليتنا في مثل هذه الأمور.. أنها تكرس جل جهدها لتعلمنا فقط كيف نحفظ باب دخول الكلية وباب الخروج منها؟!!. تعلمنا كيف نصبح مجرد رجلٍ آلي يسير وفق ما يريدونه هم دون أن يكون له أي اهتمام أو إحساس بكل ما يدور حوله؟!!.."يدٌ تحط على كتفي الأيمن، تنتشلني من غمرة السخط الذي يعتصر بداخلي وتجعلني أنتفض، التفتُ نحو صاحبها، فإذا به رئيس اتحاد الطلبة الذي أعرف ملامحه ولا يعرفني، كان يقف مع أربع فتيات وفتى آخر بالقرب من اليافطة، لم أدرك إلى هذه اللحظة سر وقوفهم! قال لي عندما لاحظ اهتمامي باليافطة بوقوفي أمامها لمعرفة موعد الندوة ومكانها: " تحب تأخذ فكرة عن محمد النشائي" وبدأ يعرفني باسمه " هو محمد صلاح الدين النشائي"!!.. قلت له باللهجة المصرية و بغضب نتيجة الاستفزاز الذي لم أستطع السيطرة عليه: " يا راجل.. يا راجل حرام عليك، في حد ما يعرف محمد النشائي؟!.. ذا رئيس جامعة شنغهاي قال: "أنه واحد من ثلاثة( نيوتن وآينشتاين النشائي) الذين دفعوا عجلة تقدم البشرية لتسير بهذه السرعة"، وقال عنه العالم الفلاني والفلاني.. وكرموه في أسبانيا وألمانيا والصين وو.." أندهش من كم المعلومات التي حطت على مسامعه، ويبدو من طريقة تراجعه للخلف أنه للمرة الأولى يسمع بها! وحتى أفرّغ بعض من الاستفزاز، قلت له: " تحب كمان أحدثك عن أخر نظرياته". قال كالمكسوف الذي وقف ليعرف الناس بشخص ما، وأتضح له أنه أجهلهم: "لا.. لا شكراً". تحركتُ مسرعا باتجاه الفصل، لم يتبقى على موعد الندوة غير ساعة وربع، جاءني صوت رئيس الاتحاد من الخلف عندما لاحظ بعض كلماتي تنزلق بلهجة غير اللهجة المصرية: "أنت منين؟". قلت له: "مش مهم منين!".كان الفصل فارغاً، اتصلتُ بصديقي الذي أخبرني أن الامتحان سيكون في معمل "Optoelectronics"، أسرعتُ الخطى إلى هناك وأنا ألعن الكلية وسنينها "يعني لو كنتُ أعرف مكان الامتحان الشفوي مسبقاً، هل هذا سيعني أنني لن أعرف شيء عن النّدوة رغم وجودي في الكلية اليوم؟!!!.. كنتُ في السابق عندما أحدث نفسي: مَن مِن الشخصيات الحية التي أتمنى مقابلتها؟ شخصيتان فقط كانتا تقفزان للرد على أمنيتي، النشائي وماركيز الروائي العظيم وأكبر أديب حاليا في العالم وصاحب أشهر رواية في القرن العشرين "مائة عام من العزلة". وهاهو النشائي يأتي إلى كليتنا وأنا موجود فيها.. فمعقولة كنتُ لن أقابله لولا الخطأ في عدم علمي المسبق بمكان الامتحان!! ". وعندما وصلتُ المكان وجدتُ صديقي بانتظاري، أخبرته بأمر النّدوة، وإذا بي أفاجئ به يقول لي "مين محمد النشائي؟!"، أقسم لكم بالله أنه قال كذلك!!....النّدوة:بدأت النّدوة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر التي كانت بعنوان "طريق العودة إلى مصر"، وكنتُ قد أنهيتُ الامتحان الشفوي قبلها بقليل. وقد افتتحتها طالبة عضو في اتحاد الطلبة بكلمة غبية وركيكة كتعريف بضيف الندوة، تلتها مباشرة ومعدلة من الوضع إلى حد ما كلمة عميدة كليتنا "عايدة الحناوي". وبعد انتهاء كلمة عميدة الكلية، بدأ النشائي في الحديث منتقدا العنوان الذي فضّل أن يكون "طريق التواصل مع مصر" وليس "طريقة العودة" " لأن مصر لم تغب عني للحظة، بل كانت أكثراً قرباً إلي وأنا في الخارج" قال ذلك، ثم تبعه: " أنا ومصر كزوج وزوجته يحبان بعض أوي، وكأي زوجين تحصل بينهما خلافات أو سوء تفاهم لبعض الوقت، لكن ذلك لن يمنعهما من العودة إلى بعض مرة أخرى بنفس الحب ونفس المشاعر". امتدت كلمة النشائي لأكثر من ساعة، خبرنا فيها عن حياته العلمية منذ بدايتها، عن طفولته في القاهرة، وعن والدته ووالده الذي كان يعمل ضابط في الجيش وهو من أصر عليه دخول كلية الهندسة، يقول عن ذلك في مقابلة سابقة أجراها معه "أحمد بلح": (لقد كان والدي يرى أنني لا بد أن ألتحق بكلية الهندسة، على الرغم أنني كنت وما زلت صاحب ميول فنية وأدبية. كان أبي رجلا واقعيا، وعلى قناعة كاملة بأن الفن والأدب ليسا إلا هواية، ولا ينبغي لهما أن يكونا أكثر من ذلك. وكنت أعتقد بسذاجة الشباب وحماسهم وعدم واقعيتهم أنني سوف أكون واحدًا من اثنين؛ إما مخترعا يخترع اختراعا يأتي على إسرائيل بالكامل، أو شاعرا ينسج قصيدة عندما يسمعها الناس يتأثرون بها ويخرجون يهتفون للحرية وللجهاد وتحرير فلسطين؛ فقد كان تحرير فلسطين هاجس كل الشباب في ذلك الوقت، وكان صلاح الدين الأيوبي وما زال هو قدوتي في الحياة). تحدث عن باقي أسرته، أخويه عمرو النشائي مدير معهد الزلازل بالولايات المتحدة الأمريكية، وسعيد النشائي العالم الشهير في الهندسة الكيميائية بجامعة آلاباما الأمريكية ( كم هي عظيمة هذه الأسرة!).ثم نقلنا بطريقة ساحرة بين نظرياته عن الزمن والفوضى وأخر النظريات التي توصل إليه العلم الحديث في علوم شتى، وكيف وحّد بين نظرية النسبية لآينشتاين والجاذبية لنيوتن والتي رُشح على أساسها بقوة لنيل جائزة نوبل، كما حدثنا بنوع من التفصيل عن علم الـ"nano technology" الذي يعتبره سلاح العصر، وأي دولة تتخلف عن اللحاق بركابه فلن يكون لها نصيب من النقلة الحضارية التي ستتم نتيجة هذا العلم كما حدث مع علم الـ "micro technology" والـ " integrated circuit" في بداية الثمانينات والنقلة الهائلة التي أحدثها لدول شرق آسيا، ومحمد النشائي أحد مبتكري ومنظري هذا العلم.تلت الكلمة فترة الرد على الأسئلة التي استمرت لمدة الساعة تقريباً، وبعدها نزل من على المنصة ليصافح الدكاترة والطلاب الذين حضروا. وبتواضع شديد ووجه تشع منه ابتسامة أخذ يصافحنا ويضحك ويأخذ الصور معنا، كان كأنه هو من يحتفي بنا وليس نحن، أعطانا إيميلاته وتلفونه في مصر، ودعانا لزيارته، كان يعاملنا نحن الطلبة أبنائه كما قال في بداية كلمته بـ "totally informal" أي من غير أي رسمية أو تكلف.. أما أكثر الأشياء التي أدهشت الجميع والتي جعلت عميدة الكلية تعلق عليها وهم تختم النّدوة ثقافته الأدبية والتاريخية، حيث شرح لنا النظريات بكلامها العلمي التركيبي المعقد بأبيات شعر أو رواية أو بفكرة فيلم أو مسرحية، حتى رأيت أحد معيدي قسمنا ينظر إلى الأرض بشرود والناس تلتف حول النشائي، وكان أشطر معيد في القسم حتى أن مشروع تخرجه قال عنه الدكتور الذي أشرف عليه لولا أشياء بسيطة كان عملها لحصل على براءة اختراع، كنتُ أعلم سبب الشرود، ربما الأشياء العلمية يمكن الإحاطة بها، لكن ثقافة النشائي الأدبية والتاريخية والفكرية والسياسية كانت صدمة في كلية يُقتل فيها كل شيء غير ما يرد في ملازم الدراسة فقط! اقتربت منه ـ إذ كانت تربطني به علاقة جيدة، وقلتُ له بنوع من المواساة: "عقبالك"، نظر إلى بيأس، وقال متنهداً: "أدعي لي"!!.. كنتُ ربما الوحيد الذي لم أندهش ساعتها، إذا كان قد أدهشني بمقال قرأته له قبل أسبوعين في جريدة "أخبار الأدب" بعنوان "البحث عن سهم الزمن المفقود"، وتبين من الأسئلة الكثيرة أنني الوحيد الذي قرأ المقال من بين جميع الحاضرين الذين يُقدروا بمائتي شخص( تصوروا 200 شخص من أصل عشرة آلف طالب في كلية الهندسة!)، وكان النشائي قد المح في رده على سؤالي: أنه في هذا المقال قد عرض أخر أبحاثه.. سأرفق لكم المقال لاحقاً.أنهى الندوة بنصائحه لنا، كان يريدنا أن نستخدمها كدرعٍ واقي حتى لا نقع في الخيبات التي وقع فيها! كالجد في العلم، والتعامل معه بوعي وحيادية إذ أنه ليس حكراً على أي ديانة أو ملة، والاعتزاز بالقومية فالذي لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرون، وضرورة السفر إلى الخارج ـ يعني الغرب ـ ضمن خطة مدروسة تمكنه من العودة لبلده مرة أخرى "لأن الذي يعمل في الخارج مهما حقق من نتائج كالذي يشرب من ماء مالح لن يرويه أبدا"، وشدد أكثر من مرة على ضرورة الزواج بمصرية( دعايا مجاناً للمصريات)، ويقصد هنا الزواج من بنت البلد، إذ يُرجع الفضل لزوجته في أنها مثلت الرابط بينه وبين بلده، ولولاها لكان الأمر مختلف جدا.. وقد قال عنها ذات مرة: (من حسن حظي وجود زوجتي الدكتورة ميرفت في حياتي، ولا أبالغ إذا قلت بأنني لا أفعل أي شيء في حياتي دون لمسة منها؛ فهي من ترتب لي حياتي كاملة، وربما دون تدخل مني؛ حيث تحرص دائما على تفرغي الكامل للتفكير والتركيز في عملي فقط..).

ختام:

خرجتُ من الندوة وأنا العن الدول العربية وبيئتنا الثقافية والاجتماعية المنحطة وحالة الاختناق والاحتقان التي نعيشها، حالة الاستنفاذ التي تستهلك كل طاقتنا وجهودنا في أشياء أقل ما يُقال عنها تافهة، يجعلونا نقيم الدنيا ولا نقعدها في أمور حرام أن نفكر فيها أصلاً!!.. يجعلونا ننبش كل الكتب التي قد تعفنت لكي نأتي بمقولةٍِ لرجل مطمور عاش قبل ألف سنة نسند بها وجهة نظرنا التي نريد أن نفرضها على الجميع: " فهل نجهر بالبسملة أو لا نجهر بها؟!.. وهل نتلفظ بالنية أو لا نتلفظ بها؟!.. وهل يجوز قيادة المرأة للسيارة أو لا يجوز؟!.. هل أنت تؤيد الليبراليين أم الإسلاميين؟؟!!.. وهل أنت من أتباع درويش أم أدونيس؟!.. هل أنت مع قصيدة النثر أم ضدها، أو من أنصار الحداثة أم التقليد؟!.. ومن الأفضل: فيروز أو ماجدة الرومي أو أليسا أو نانسي؟! وتتبع السلسلة.. أم طلال مداح أو محمد عبده أو عبد المجيد أو راشد الماجد أو عباس إبراهيم؟؟ وتتبع السلسل!.. أم أم كلثوم أو عبدالحليم أو عمرو دياب أو تامر حسني؟! وتتبع السلسلة.. وهل ستصوت لمحمد عطية أم لبشار الشطي، لهشام عبد الرحمن أم لأماني السويسي؟؟ وتتبع السلسلة.. وهل أنت هلالي أم اتحادي؟!.. أهلاوي أم زملكاوي؟!.. يا الله.. يا الله..لقد علمونا منذ نعومة أظافرنا ثقافة الإقصاء والنظرة الأحادية والرأي ذات البعد الواحد الذي لا يحتمل حتى مجرد النقاش، جعلونا لا ننظر أبدا باتجاه السماء، بل إلى ثقوب وخروق ودهاليز جيراننا!!.. فكبرنا بهذه الثقافة التي جعلتنا ندور حول أشياء فارغة لن تجلب لنا أي نفع، بل تضرنا أشد الضرر، وتستنفذ كل قوانا العقلية والجسمانية لغير فائدة، مع أن مثل هذه الأشياء بالنسبة لشخصٍ واعي ما هي إلا أشياء مفروغ من النقاش فيها إذ تتعلق بحرية أي شخص في اعتناق ما يريد من أراء أو معتقدات.. أمنية أخيرة:أنت إذا لم تكن أب، فستكون ذات يوم، أنتِ إذا لم تكنِ أم، فستكوني عمّا قريب، فعلموا أبنائكم كيف لا ينظرون إلا في اتجاه السماء.. علموهم أن هناك أشياء كبيرة وكبيرة جداً يبنغي أن ننشغل بها.. حدثوهم عن هؤلاء العظماء.. وكفاية مهزلة وانحطاط! ولتكن أسرة النشائي قدوة لنا التي أخرجت ثلاثة من أعظم علماء الأرض..

أمين اليافعي..في يومٍ ساخط!29/4/2007

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

في اجتماع حضرته أبناء مصر..محمد النشائي: طاقة الشباب و مساندتهم للمشروع هى بريق الامل


نقلا عن موقع أبناء مصر

كتب/احمد الساعاتي
فى اطار فعاليات مبادرة مشروع حلم العلم اقيم اجتماع مساء يوم الاثنين 7/9/2009 م بمقر مجلة صباح الخير الداعمة الأساسية لمبادرة حلم العلم، حضر الاجتماع الشاعر الكبير جمال بخيت "مؤسس حلم العلم" والاستاذ محسن بدوى "المنسق العام لمبادرة حلم العلم" والكاتبة الصحفية جيهان أبو العلا "مسؤلة الصفحة العلمية بمجلة صباح الخير" كما حضر الاستاذ عبدالجواد ابو كب "رئيس الاتحاد العربي للصحفيين الشبان" وبعض اعضاء ابناء مصر، اجتماع كل هؤلاء بالعالم الفيزيائى المصرى الكبير الدكتور محمد النشائى الذى ابدى سعادته فى المشاركة فى مثل هذا المشروع القومى وتحدث عن
متابعته للمبادرة منذ بدايتها ويضيف النشائى ان مشاركتة بالمشروع جاءت عن طريق نيته المبيته فى انشاء حزب العلم وعندما كان يسأله بعض وسائل الاعلام عن ماهيته السياسية يشرح لهم انه حزب يهدف للعلم فقط ولا اهداف سياسية له وقتها شاهد جمال بخيت يتحدث عن حلم العلم بلغت سعادته العنان لوجود مصريين اخرين يفكرون فى المستقبل العلمى لمصر بنفس الاسلوب الذى يفكر فيه ويضيف قائلا ان ما يميز المجموعة هو تجانسها فيشارك فيها الشباب والعلماء والاعلاميين وغيرهم من الفئات المختلفة من الشعب المصرى اللذين يشغلهم حمل هذا الوطن، كما ان مشاركتى جاءت عن طريق تعاطفى مع الفكرة وليس بمنطقى العقلى لاننى أعتقد بفشل المبادرة ولكن لا يعتبر الناس ان هذا خطاء لان النجاح الحقيقي هو الذى يبدأ من اليأس وان بعض العلماء والمفكرين يعتقدون بفشل تجربتهم رغم انهم لم يبق بينهم وبين النجاح سوى خطوة واحدة ومن هنا يأتى النجاح، وطاقة الشباب التى نراها فى تلهف شديد للمشروع هى التى تجعلنا نرى بريق الامل الذى ننتظره دائما، ثم أكد النمشائى على أهمية تواجد اضلاع المثلث الاساسية لنجاح المشروع وهى المساندة السياسية القوية والتركيز الالعلامى الكبير ورأس المال، كما تحدث جمال بخيت قائلا ان الاونة الاخيرة شهدت تحرك كبير من قطاع الشباب وهو ما جعلنا نتشبث أكثر بالحلم بعدما كدنا ان نتوقف لحين اشعار اخر لقلة المساندة من الجهات الاعلامية والسياسية المختلفة ولكن الطاقات الشابة هى ما نأمل فيه خيرا، واختتم اللقاء محسن بدوى بكلمته التى حث فيه على تضافر الجهود ووضح ما وصل له المشروع من انجازات حتى الان وما الذى يجب فعله فى الفترة المقبلة

لقاء للدكتور محمد النشائي في معرض القاهره

لقاء للدكتور محمد النشائي في معرض القاهره:
هذا اللقاء تم في معرض القاهره في أوائل عام 2007 حيث تحدث الدكتور محمد النشائي عن تكنولوجيا النانو في مصر. وقد دعا الدكتور محمد النشائي عالم الفيزياء المصري المقيم في لندن والذي رشح لجائزه نوبل في العلوم الي انشاء مبادره قوميه لتكنولوجيا النانو في مصر علي أن تكون تحت رعايه أقوي شخصيه في البلاد وهو الرئيس حسني مبارك . وقال أنه علي الرغم من تمتع الولايات المتحدة الأمريكية بالوعي القومي للعلم فقد أحتاجت إلي أن يكون الرئيس كلينتون رئيسا للمبادرة الأمريكية للنانو وكذلك الحال في إسرائيل التي أختارت شيمون بيريز رئيسا لمبادرتها. وأضاف أن تكنولوجيا النانو ستحدث تغييرا في حياتنا نلمسه خلال الـ 40 عاما القادمة بمقدار ما لمسناه خلال الـ 300 عام الماضية. وأوضح أن تكنولوجيا النانو التي تعرف بـ 10 إس- 9 هي منظومة تقع بين المنظومة الكلاسيكية كحركة الكرة والتكنولوجية كحركة الالكترون مشيرا إلي أنها لا تصلح إلا لاقتصاد مختلط من القطاعين العام والخاص. وأشار إلي أن الصناعات المصرية ستكون مهددة بالنانو الذي يأتي إليها من الصين وقال إنه عندما تحصل أصغر وأفقر دولة مع أغني وأكبر دولة في العالم علي تكنولوجيا النانو يكون من الضروري أن تحصل مصر أيضا عليها. وحذر النشائي من أن الدول التي لن تدخل خلال السنوات السبع المقبلة عصر تكنولوجيا النانو ستصاب بالتخلف العلمي والاقتصادي والطبي نظراً لأن هذه التكنولوجيا تدخل في تصنيع المعدات الطبية والحربية والملابس. وشدد علي أن ما تحتاجه مصر هي قرارات سياسية جريئة تستفيد من الخبرات العلمية المصرية وتستقطب العلماء المصريين في الخارج وتجعل مصر تلحق بالركب العلمي كقرار المشروع النووي المصري .وقال أن مصر تواجه العديد من المعوقات وعلي رأسها التمويل البحثي مؤكدا ضرورة أن نتجاوز هذه المسألة عملا بمقولة الزعيم الهندي الراحل نهرو إن الهند دولة فقيرة لا تمتلك إلا أن تنفق علي العلم بسخاء. وقال نحن لا ننفق بما فيه الكفاية على العلم فإذا قارنا ما نصرفه على العلم مع ما تصرفه الدول العظمى فنحن وكافة الدول العربية الغنية نصرف 2 في الألف بالنسبه لما تصرفه الدول العظمي وأضاف النشائي أنه لا يري الحل في الجامعات المصرية الحالية مشددا علي أهمية إنشاء جامعة واحدة أو جامعتين متميزتين تضم الخبرات العلمية ويتم تمويلها بسخاء. وتحدث النشائي عن أهمية أستخدام النانو في العديد من الصناعات وقال إنه في المجال النووي فإن هذه التكنولوجيا يمكنها مقاومة الإشعاع الذري إلي ما لا نهاية بالإضافة إلي كونها أجهزة استشعارية حساسة لأي ذرة حيث تعطي درجة عالية من الأمان النووي الأمر الذي يبدد مخاوف أعداء مصر من البرنامج النووي المصري.وأضاف أنه يمكن أستخدام النانو في الطب عن طريق صناعة أنابيب صغيرة للغاية يمكنها دخول وتنظيف الشرايين دون الحاجة إلي عمليات جراحية كما يمكن أستخدامه في طلاء الطائرات والمركبات للهروب من رصدها بالرادار كما يمكن بها أنتاج طائرات أستطلاع ليست فقط بدون طيار ولكن في حجم البعوضة. وإنه من الضروري أستحداث وزارة الدفاع المستقبلي وهي وزارة البحث العلمي مشيرا إلي أن جميع مشاكل المنطقة تنبع من الجهل والفقر والتأخر العلمي. كما أقترح إنشاء مؤسسة علمية في مصر تستقطب خبرات أولادها العلماء في الخارج لنري كيف يمكن أن يدعموا التقدم التكنولوجي في وطنهم وتطبيق تكنولوجيا النانو مشيرا إلي أن مصر بدأت منذ أكثر من 12 عاما في الحديث عن تكنولوجيا النانو غير أن دولا مثل إسرائيل سبقتها وبدأت في إدخال النانو في معظم منتجاتها.وردا علي تعقيب أحد الحضور الذي تساءل: لماذا نتجه إلي الصين وليس الخليج العربي الذي يملك التمويل؟ أعرب النشائي عن أسفه لعدم تحقيق التعاون بين الدول العربية وقال إن الرسالة يجب أن تصل إلي القيادات السياسية والعلمية بشكل كاف داعيا الجميع للتعاون مع الصين فلن نقوم باختراع العجلة من جديد خصوصا أن الصين قطعت شوطاً كبيرًا في هذا المجال. وعما إذا كان يتخوف من التعرض لنفس مصير العلماء السابقين الذين تم اغتيالهم قال النشائي صاحب الاكتشافات في نظرية الفوضي المحددة كنت مراقباً وكان هناك خطر علي لكنه زال. وأضاف أن مثل هذا الكلام لم يعد واقعيا نتيجة أرتفاع عدد العلماء إضافة إلي عدم وجود أسرار ولأن القنبلة الذرية لم يعد فيها أي سر مشيرا إلي أن الكثير من العلماء الإسرائيليين يتمنون وجود تعادل في القوي حتي يعم السلام وأكد أنه لا يشعر بأي خطورة وأنه كان علي وشك زيارة الي إسرائيل في حالة تنفيذ أتفاق أوسلو وأنه لن يكون ملكيا أكثر من الملكيين فهناك العديد من الأخيار لكنهم ليسوا كل الإسرائيليين وأنا لا أخاف أن يغتالوني فيوجد 50 واحداً يحل مكاني .

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

مدونة العالم العربى المصرى محمد النشائى



Mohamed El Naschie, born 1943 in Cairo, Egypt. He received his entire education in West Germany (Hamburg and Hannover ) and later on in England where he obtained his Ph.D. from the University College, London - U.K.. He is a fellow of the Institute of Physics, England. He was honoured by the bestowal of the title of a Distinguished Fellow by the Association for the Advancement of Fundamental Scientific Research at the Institute of Physics of the Johann Wolfgang Goethe University, Frankfurt, Germany. He is a visiting Professor in numerous Universities including University of Cairo, University of Alexandria (Dept. of Physics), Egypt. He is the current advisor of the Egyptian Ministry for Science and Technology (High Energy Physics and Nanotechnology). He is Honorary Professor in Shanghai`s Jiao Tong University as well as the Donghua University in the People` Republic of China.
He is the principle advisor of the Ministry of Science and Technology of the Kingdom of Saudi Arabia (KACST - Riyadh) since many years.Professor El Naschie was trained initially as an engineer and worked extensively in Structural Engineering and Applied Mechanics. After becoming full Professor of Engineering he followed his inclination towards theoretical subjects and moved first towards Applied Mathematics and later on Nuclear and High Energy Physics. His research interests include: Stability, Bifurcation, Atomic-engineering, Nonlinear Dynamics, Chaos, Fractals, High Energy Particle Physics, Quantum Mechanics and E-infinity theory. He is editor-in-chief and associate editor of numerous learned journals.

عالم الفيزياء النووية الدكتور محمد النشائي في ندوة «المصري اليوم»:الثروات المصرية تحتاج «قوة رادعة» لحمايتها من الطامعين فيها

حذر الدكتور محمد النشائي العالم المصري في الفيزياء النووية، من وقوع مصر والدول العربية فريسة للاستعمار والتربص بثرواتها، وطالب العرب بالتسلح بقوة ردع ذاتية تحافظ علي مقدراتها وتصد محاولات النيل منها، وقال إن الأطماع الاستعمارية في مصر «شنيعة» وتتزايد يوماً بعد يوم.
وألقي العالم، الذي أثار الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام حول موقفه من الديمقراطية والبحث العلمي وعلاقته بالحكومة المصرية، في الندوة التي عقدتها «المصري اليوم»، باللوم علي عقلية بعض الأنظمة العربية التي وصفها بأنها فشلت في التعاطي مع قضية التقدم العلمي وانتقد ما وصفه بـ«الغموض» الذي يصاحب البرنامج النووي المصري.
* ما المعايير والاشتراطات المطلوبة للتقدم العلمي؟ وما تصورك لمستقبل مصر العلمي؟ وهل هناك علاقة بين هذا التقدم وطبيعة نظام الحكم؟
- التقدم غير مرهون حتماً بطبيعة وشكل نظام الحكم، وأنا هنا أخالف رأي الكثير من العلماء، ولنأخذ مثلاً تجربة الاتحاد السوفيتي السابق، رغم ديكتاتورية نظامه وقسوته أحياناً، والتي وصلت إلي حد الأستبداد الرهيب، خاصة في عهد لينين، إلا أنه نجح في إحداث طفرة رهيبة وتقدم علمي هائل في ذلك البلد، حيث استخدم نظام الحكم هناك،
وهو ما حدث في عهد ستالين، طرقاً غير نمطية في التعامل مع العلماء، وقضايا العلم، وقال لينين ذات مرة «كلنا شيوعيون عدا العلماء» وسأل مرة رئيس مخابراته: «ألا نستطيع أن نوفر لعلمائنا حياة جيدة وسبل رعاية وراحة مناسبة لهم كي يبدعوا ويخترعوا.. ومن يقصر منهم نقطع رقبته»،
وأنتجوا القنبلتين الذرية والهيدروجينية، ولولا هؤلاء العلماء ما كانت قائمة ستقوم للاتحاد السوفيتي، وما كان له أن ينافس الولايات المتحدة الأمريكية في أنظمة التسلح وحروب الفضاء، ونفس الكلام ينطبق علي الصينيين،
لكن بصورة مختلفة قليلاً، فالصين استعانت في بداية الستينيات بالروس، لكنهم طردوهم بعد فترة لاكتشافهم أن العلماء الروس يخدعونهم ولا يقدمون لهم شيئاً جيداً ويخفون عنهم الأسرار التكنولوجية، فاضطرت الصين للاستعانة بعلمائها الذين بحثوا ودرسوا وتأملوا وتوصلوا إلي أبحاث واكتشافات قادت إلي تقدمهم.
* ولكن ماذا عن تجربة ألمانيا؟
- كانت ألمانيا أقل دول أوروبا ديمقراطية طول تاريخها وخاصة في عهد هتلر، ورغم ذلك حدثت أكبر طفرة علي مستوي التقدم العلمي في ألمانيا، تحديداً في عهد النازي هتلر، وهذه الطفرات حدثت بالفعل في دول تحكمها عقلية استبدادية ديكتاتورية قادها طغاة، لكنهم استطاعوا خلق نهضة وتقدم ضخم علي المستوي العلمي.
* وماذا عن مصر؟
- مصر طوال تاريخها دولة مركزية، وهذا من أكبر نقاط ضعفها وقوتها في نفس الوقت، فنحن في مصر لنا تاريخ مختلف ومعطياته غريبة حيث مررنا بحوادث رهيبة وأحداث جسيمة، ووقفنا إلي جانب بعض الدول العربية وخضنا معها حروباً، وما إن تنتهي أزمة دولية حتي نفاجأ بأخري، وهناك حالة من «التوهان» وعدم استغلال الثروات،
وأذكر أن لي صديقاً سعودياً قال لي إن معظم ثروته كونها في مصر التي قال كما قال آلاف غيره إنها غنية ومليئة بالخيرات والثروات غير المستغلة، وأري كما يري كثيرون أن مصر تواجه أطماعاً شنيعة ومنتظر أن تزيد، وهو نفس الحال في الخليج التي تنام علي بحر بترول يستعد الغرب لصنع أي شيء للحصول عليه.
* وكيف تري الحل؟
- الحل أن تكون هناك قوة رادعة لحماية هذه الثروات وإبعاد الخطر المحدق بها من الطامعين في خيراتها، وأنا كي أحافظ علي ثروتي لابد أن أملك القوة لأحميها وأدافع عنها، كي لا أقع فريسة للمستعمرين، وهذه المطامع كانت وراء احتلال العراق لنهبه وسرقة بتروله،
والشعارات البراقة التي حملتها أمريكا قبيل وأثناء وبعد الاحتلال، كانت مجرد وهم وغطاء لتبرير الاحتلال، حتي إن الحرب شبه الأهلية بين السُنة والشيعة هناك، صناعة أمريكية، وما يحدث هناك أقل ما يوصف به هو البشاعة والوحشية.
* ولكن هل ينعكس هذا التقدم العلمي علي المستويين الاجتماعي والسياسي؟
- المؤكد هو أن التقدم العلمي الذي يصاحب صحوة تعليمية وفكرية له أكبر الأثر اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، وأنا لا أتصور أن شعباً ٦٠% منه من الأميين يمكن أن يحكم بالديمقراطية، خاصة إذا كان معظم أفراد هذا الشعب يعيشون تحت خط الفقر، وسيتحول الأمر إلي ديمقراطية وهمية تشتري أصواتاً في الانتخابات ومستعدة لشراء أي شيء آخر، ولنأخذ في الاعتبار أن التأخر العلمي في مصر «شنيع»
ويصب في صميم الاقتصاد والجهل والفقر الذي يورث «كوارث»، وأنا أري أن كل ذلك ليس مهماً بقدر أهمية رفع مستوي الناس وكفالة حياة إنسانية لهم، وأول ما يواجهني حين أهبط أرض مصر هو تأنيب الضمير الرهيب، حين أري مستوي الفقر وحال الناس وضنك العيش،
وأبشع شيء في مصر الفقر وهو أساس كل بلاء، ومكافحته لن تأتي بإنشاء جامعات أو سكك حديدية، تحتاج إلي محاربة الفقر بأي طريقة قبل أي شيء آخر، وقد يغضب هذا الرأي كثيرين لكني أري أن قاعدة التقدم تبدأ من الإنسان نفسه.
* وهل يمكن محاربة الفقر بالعلم؟ وكيف؟
- بالطبع يمكن للعلم مكافحة الفقر، وبطريقة الإدارة غير النمطية يمكن أن يتحقق ذلك، فمثلاً بدلاً من استيراد بترول بمبالغ باهظة من الخارج، يمكن أن ننتجه من مادة متوفرة في بعض طحالب البحر، وهو معمول به في بعض الدول مثل البرازيل، حسب النظرة المتقدمة لـ«النانو تكنولوجي»،
والعلم يستطيع صنع الكثير من مخلفات الزراعة والصناعة، لخلق صناعات جديدة ومفيدة، يعمل بها عشرات الآلاف من القوي العاطلة الباحثة عن فرصة عمل، ونستطيع بذلك أن نصدر منتجاتنا لعدة دول بدلاً من إغراق أسواقنا بالسلع والمنتجات المستوردة، وهو ما يزيد اقتصادنا قوة إزاء أي تقلبات، ويمنحن ثقلاً تجاه أي تهديدات.
* علي ذكر التهديدات.. هل تعتقد أن أمريكا ستقدم علي ضرب إيران قبل رحيل بوش؟
- الأمريكان لن يغامروا بهذه المجازفة ويضربوا إيران وأنا متأكد من ذلك وأري أن ضرب إيران هو مجرد كلام «فرقعة في الهوا» خاصة أنني ذهبت أن طهران ورأيت أن معظم مساحات الدولة جبال، وهو ما يصعب مهمة الولايات المتحدة التي أري أنها لو أرادت شن هجوم لما منعها ذلك وأري هذه ميزة الديمقراطية، لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تقدم علي مثل هذه الخطوة بدون موافقة الكونجرس وهذا الأمر لو تم سيدمر الشرق الأوسط كله وسيدخل أمريكا في كارثة هي في غني عنها.
* وما توقعاتك لرد الفعل الإيراني حال وقوع هذه الضربة؟
- أنا متأكد أن إيران لديها قنابل ذرية «بدائية» لكنها تستطيع ضرب إسرائيل بها لكن أمريكا وإسرائيل لا ترغبان دخول هذه الحرب.
* وزير الكهرباء أكد أن أمامنا من ٨ إلي ١٠ سنوات لإنشاء محطة نووية.. ألا تري أن هذه الفترة طويلة؟ وهل يقتصر البرنامج النووي علي إنشاء محطات نووية فقط؟
- البرنامج يشمل عدة مجالات، وليس معني أن أشتري طائرة «بوينج» أنني دخلت بذلك عصر الطيران أو بشرائي صاروخاً معني ذلك إني دخلت عصر الصواريخ فنحن نشتري تكنولوجيا وجودها أفضل من عدمه، فلما يكون لدينا محطة ذرية سيأتي وقت أعرف منه كيف أديرها وأشغلها، ومصر كانت متفوقة في هذه التكنولوجيا علي الأرجنتين.
* وهل ضمن أهداف البرنامج إيجاد نوع من التوازن النووي مع إسرائيل؟ وكيف ذلك ونحن وقعنا علي اتفاقية منع إنتشار الأسلحة النووية؟
- ليس من الحكمة الحديث في هذا الأمر، وعين الحكمة ما قاله الرئيس مبارك ونبه إليه، عندما خرجت تهديدات وتصريحات بضرب السد العالي، الرئيس قال لهم «إحنا لو عايزين نعمل قنبلة ذرية هنعملها ولدينا العلماء اللي ينفذوا هذا» إلي جانب أنه طالب عشرات المرات بنزع الأسلحة الذرية من المنطقة وهذا هو الكلام الذي يجب أن يقال، إلي أن يأتي الوقت الذي نتخذ فيه القرار الذي نراه مناسباً لكن الكلام في هذا الموضوع أكثر من اللازم لا داعي له.
* ماذا عن علاقتك بالدكتور «زويل» وما حقيقة ما يتردد عن وجود خلافات عميقة بينكما؟
- أولاً، لا توجد بيني وبين الدكتور أحمد زويل أي مشكلات ولا توجد بيننا أي منافسة لأسباب كثيرة منها أنني أكبر منه سناً إلي جانب كوني مهندساً وعندما دخلت في العلوم كنت عالماً نظرياً وزويل خريج علوم وهو أصغر مني «سناً» وعالم تجريبي وهو حاصل علي جائزة نوبل، وهو أعلي وسام شرف يحصل عليه أي إنسان في العالم كما أنه مصري ومن الطبيعي أنني من يحاول استمالة الدكتور زويل واستقطابه وأسعي لصداقته،
ولنا أصدقاء مشتركون ولا يمكن لي أن أستفيد من وجود أي خلاف مع الرجل، وأنا المستفيد من صداقته، ولا تنس أن زويل هو الذي كسر الحاجز النفسي داخل المصريين في الاعتقاد بأن المصري لا يستطيع أن يصل إلي شيء، ويحصل علي جائزة وأنا كنت سعيداً به جداً، لكن أنا مهندس والمهندسون عقليتهم بعيدة عن الجوائز،
ففكر المهندس أنه يعمل مشروعاً جيداً يوفر له ٢٠ أو ٣٠ مليون جنيه وأنا اخترت أن أتفرغ للعلم فقط لأنها أمنيتي لذلك لا يمكن أن يكون هناك أي منافسة بيننا اللهم إلا التنافس علي خدمة مصر وهذا أمر لا يغضب أحداً، وليس بيني وبين زويل إلا كل خير وأتمني أن أعرفه شخصياً، وأنا تقابلت مع تلاميذ لي في السعودية وقالوا لي إنه تحدث عني بشكل جيد ونفسه يتعرف علي.
* وكيف تخدمون مصر؟
- أنا أتمني أن يقودنا زويل جميعاً ويجمع حملة من العلماء الذين ينشدون خدمة مصر بجد وإحنا هنمشي معاه في نفس الطريق وما يراه مفيداً هنعمله معاه لأن الطريق العلمي لا يختلف فيه اثنان، الصح صح، والخطأ خطأ ولو عرفت وجهة نظر زويل، ولو وحدنا جهودنا ورأينا ما يفيد العلم سأتقبل ذلك علي الرحب والسعة وسأكون عند حسن ظنه.
* تلقيت دعوة للمشاركة في تطوير البرنامج النووي الإيراني.. لماذا اعتذرت عنها؟
- أكثر من مرة جاءتني دعوات وأنا أذكر أني قلت لهم إنني «سني»، فقالوا لي عارفين، لكني لم أوافق واعتذرت والحقيقة جاءتني دعوات عديدة من بلدان عربية كثيرة وزرتها وأعطيت محاضرات فيها لكن استخدام اسمي في إحدي الدول بطريقة غير لائقة أرفضه بشدة لكن هناك دولتان فقط إذا وجهتا لي الدعوة فأنا تحت أمرهما هما مصر والسعودية.
* لكن هل لك تلاميذ في إيران؟
- كثيرون وأتمني أن تنتهي الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا ضد الأزمة المفتعلة بينهم وبين البلاد العربية فإيران أول إمبراطورية في الأوض وأنا أحبهم جدًا وأدعو لهم ولنا بالسلامة لأن قوتهم من قوتنا وكل الكلام الذي يقال عن أزمة بيننا وبينهم مفتعل وسينتهي.
* لكنهم يستشيرونك باستمرار في مسائل علمية؟
- دائمًا صلتي بهم جيدة، ليس في إيران فقط بل في تركيا أيضًا وعدة دول أخري، وأنا كنت تخيلت دولة «تخيلية» من مصر وإيران وتركيا هذه الدولة من ناحية التقدم لن يكون هناك دولة في العالم مثلها ولا أحد يستطيع أن يقف أمام تقدم هذه الدولة الجبارة.
* وماذا عن رحلتك العلمية في السعودية؟
- علاقاتي مع السعودية قديمة وأغلبهم هناك تلاميذي والجيل الذي يقود الجامعات هناك من تلاميذي، وأنا حاولت في مصر بقدر المستطاع ولم أنجح وأكيد هذا تقصير مني،
ووجدت السعودية مرحبة، بالإضافة إلي أمر مهم هو أني أعمل في السعودية لكني لست مسؤولاً عن كل شيء وحين أنصحهم بشيء ولا يفعلونه لن يغضبني ذلك بشدة لكن هنا أنا أتدخل دائمًا وممكن ألا أنام لأن هنا «بيتي»
ويكون العبء أكبر علي لكن الأفضل ألا تتدخل العواطف في الموضوع، وأنا سعيد بعملي في السعودية لكن هناك سعوديين كثيرين ذوي مواقع مهمة غاضبون مني لأنهم يريدون أن أعمل في مصر لاقتناعهم أن مصر هي الأصل في كل شيء.
* غاضبون أكثر من مصر؟
- ربما علي كثرة المشاكل مش فاضيين يفكروا في أمور كثيرة، التقدم العلمي لا يأتي إلا مع الرغد المادي ومشاكل الحياة حين تتكالب ممكن تجعل حاجات كتيرة بديهية تسقط منك ولذلك التقدم يؤدي إلي تقدم والتأخر بيجيب تأخر، وإحنا للأسف عندنا مشاكل كثيرة جدًا.
* هل صحيح أن أكثر الأشخاص الذين يعرفون قيمة مصر يعيشون خارجها؟
- فعلاً، الواحد لا يعرف قيمة أهله ولا بلده إلا حين يبتعد عنهم، وأنت مهما حصلت علي مكان مرموق في الخارج وتجد بلدك نالت هزيمة في الحرب بطريقة مخجلة، تشعر وقتها أنه ليس لك قيمة، وحين احتلت إسرائيل سيناء لم أستطع الوقوف علي قدمي، كانت صدمة رهيبة لنا أن يحدث لمصر ما حدث.
* منذ عامين أو ثلاثة كانت هناك مبادرة طيبة وذهبت إلي مجلس الشعب وكان هناك تقرير وتوصيات بأهمية تطبيق تكنولوجيا «النانو».. ما الذي انتهينا إليه؟
- كمية كبيرة من النقاش تحدث وكل مرة نبدأ من جديد ومبادرة تلو الأخري ولا ننتهي إلي شيء.
* بصراحة هل هناك من يقف ضدك في هذا الأمر؟
- يجوز كوني قادمًا من بلد خارج مصر بعض الناس مش عايزين واحد من برة يرشدهم إلي حلول، وهم يتناسون أنني مصري وعمري ٦٦ عاماً ولا أحتاج إلي مراكز وليست عندي مشاكل مادية وكل هدفي هو أن يكون لي دور في بلدي لأرد لها الجميل،
وأنا ولائي لمصر بلا نهاية وما تقرره الدولة أقبله دون نقاش، وإذا لم توجهني أبدي رأيي في حدود الصالح العام بكل صراحة، لكن عرف عني أني عنيد في الحق إلي أن تصدر لي أوامر وهنا أكون مطيعاً وكوني عنيداً في الحق لا يجعلني محبباً لدي بعض الناس وأنا والله أحب الحكومة وعايزها تحبني مش عارف ماذا يحدث بالضبط.. والله يا حكومة بحبك.
* تحدثت عن تقرير أعد في مجلس الشعب ومعظمه حول النانو تكنولوجيا ماذا حدث.. هل الأزمة هنا أزمة نظام حكم؟
- هناك أشياء صغيرة يمكن أن تغير مجري التاريخ، وهناك بيت شعر فرنسي يقول «ها هو المسمار الذي بسبب فقدانه فقدت الحدوة وبسبب الحدوة فقد الحصان، وبسبب الحصان فقد الفارس وبسبب الفارس فقدت المعركة وبسبب المعركة فقدت المملكة.. مملكة ضاعت علشان مسمار طب مانجيب مسمار جديد!!».
* وأين نحن من الدول النووية وبعضها بدأ معنا إن لم يكن بعدنا؟
- أشعر بزهو لهذا السؤال وفي الوقت نفسه بحزن شديد، لأن كثيرين لا يعلمون والسبب أن هناك تعتيماً علي هذه المعلومات المهمة منذ فترة طويلة فنحن كنا سابقين الهند، ومصر كانت أكثر دولة متقدمة في العلوم النووية بعد «أمريكا وروسيا والصين وفرنسا»
ولم يكن هناك تايوان أو الهند أو باكستان أو جنوب أفريقيا، وعبدالناصر كان أرسل مجموعة من العلماء للدراسة بالخارج ومنهم يحيي المشد للدراسة في معهد «كارشتوفا» الروسي، وأولادنا من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية ذهبوا
وتعلموا هناك علي أعلي مستوي وعادوا إلي مصر للتطبيق وفجأة دخلنا في حروب ولم نعرف بعدها ماذا حدث، وأذكر في إحدي الندوات في نقابة المهندسين أن الدكتور ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق قال «إحنا بدأنا ومشينا شوط وبعدين ما قدرناش» وسكت وانصرف من الندوة والله أعلم كان عايز يقول إيه؟
من هذه النقطة بدأنا ننحدر إلي أن وصلنا إلي أن هناك دولة لديها ٥٠٠ رأس نووي متطور وتقف بعثات التفتيش الدولية عيني عينيك دون أن تفعل شيئاً معها، ودولة أخري تحاول فصل المواد المخصبة عن غير المخصبة لاستخدامها في التفاعلات بطرق قديمة وعقيمة ويقلبوا عليها الدنيا، لكن الهند لم تقبل بهذا النفاق النووي، علي حد تعبيرهم،
ونفس الحال باكستان وقالوا: اللي عايزين تعملوه اعملوه، لكن هذه الدول وضعها غيرنا في الوقت الذي يمكن أن تهدد فيه دول مثلنا تهديداً صريحاً بالضرب ونري دولاً أخري لا تستطيع أن تتكلم.
* ماذا عن دور العلماء المصريين في البرنامج النووي؟
- الذي أتعجب له أنه ليس لي علاقة بالمشروع النووي وزملائي في هيئات الطاقة الذرية لا يعرفون شيئاً عنه وكل منا يتوقع أن الآخر يعرف، ولكن لا أحد يعرف شيئاً، ما أقصده أنني لست ضد الفكرة، لكنني لا أعرف خطة الدولة وفيما تفكر وما يقال عن أننا قررنا دخول العصر الذري هو كلمة كبيرة ومبالغة يساء فهمها،
لأنه لا يوجد باب ستدخل منه إلي العصر الذري أو تخرج منه أصلاً ومجرد أن أشتري محطة كهرباء ذرية لا يعني ذلك أي شيء، أنا أعتقد أننا نستطيع شراء مفاعلات وإقامة مثلها ولدينا علماء يقدروا يشغلوها ولو لم يكن لدينا ففي غضون ٦ أشهر سيكونون قد عرفوا كل شيء عنها،
فالمصريون لا يعترفون بالمستحيل لكن المهم هو ما هو برنامجك وماذا تقصد بدخولك العصر النووي، والكلام الذي يكتب كلام جرائد، وليس كلاماً علمياً دقيقاً إما تأييدا وإما نقداً لاذعاً وكلام «إنشاء» غامض، والمواضيع هذه مواضيع جادة يجوز درست بجدية، لكن المعلومات سرية وسيد الموقف هو كلمة «لا أعرف».

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

النشائي: حياتي نموذج للفوضى المحددة


يقول عن حياته: إنها نموذج مثالي للفوضى المحددة!! ولكن كيف يمكن للفوضى أن تساعد إنسانا على الوصول إلى ما وصل إليه؟ الإجابة تأتي على لسانه أيضا؛ فهو يقول بأن العبقرية هي فن تنظيم الفوضى.. إنه العالم العربي محمد النشائي الذي يترأس دورية علمية متخصصة في دراسة علوم الفوضى المحددة. نال أرفع الجوائز والتقديرات؛ حيث كرمته جامعات فرانكفورت الألمانية وحيدر أباد الهندية، وتكرمه حكومة الصين الشعبية قبل نهاية العام الجاري لإسهاماته المتميزة في مجال تخصصه، كما سبق أن تم ترشيحه للحصول على جائزة نوبل.. اقتربنا منه لنعرف السر الكامن وراء هذه النجاحات؛ فكان لنا معه هذا الحوار.
*هل كان سفرك المبكر إلى أوربا رغبة منك في استكمال تعليمك هناك؟
- بالفعل جاء سفري إلى أوربا، وبالتحديد إلى ألمانيا في سن مبكرة جدا. كان أبي وراء قيامي بهذه الخطوة نظرا لما استجد من ظروف خاصة بالأسرة، بالإضافة لرغبته في أن أستكمل تعليمي هناك، كان ذلك رغماً عني وضد رغبتي؛ فقد تمتعت في سنوات تعليمي المبكرة في مصر بمستوى دراسي مرتفع يعود لوجود مدرسين موهوبين لديهم رغبة شديدة في تعليمنا. ولكن في الوقت ذاته كنت في ألمانيا مثالا لما يتميز به المصري من المثابرة والرغبة في التعلم؛ حيث قمت باستغلال هذه الفرصة جيدا، ونتيجة لذلك تعلمت أشياءً كثيرة كان من المستحيل تعلمها في مصر بهذه السهولة، وهذا التركيز.
*وفيم تخصصت بعد الانتهاء من مرحلة التعليم الأساسي؟
- لقد كان والدي يرى أنني لا بد أن ألتحق بكلية الهندسة، على الرغم أنني كنت وما زلت صاحب ميول فنية وأدبية. كان أبي رجلا واقعيا، وعلى قناعة كاملة بأن الفن والأدب ليسا إلا هواية، ولا ينبغي لهما أن يكونا أكثر من ذلك. وكنت أعتقد بسذاجة الشباب وحماسهم وعدم واقعيتهم أنني سوف أكون واحدًا من اثنين؛ إما مخترعا يخترع اختراعا يأتي على إسرائيل بالكامل، أو شاعرا ينسج قصيدة عندما يسمعها الناس يتأثرون بها ويخرجون يهتفون للحرية وللجهاد وتحرير فلسطين؛ فقد كان تحرير فلسطين هاجس كل الشباب في ذلك الوقت، وكان صلاح الدين الأيوبي وما زال هو قدوتي في الحياة.
تخرجت في كلية الهندسة بجامعة هانوفر الألمانية عام 1968، وبعد تخرجي عملت قرابة 3 سنوات في مجال تصميم الشوارع والكباري، ثم قررت الذهاب لإنجلترا، وهناك تحول مساري من الهندسة الإنشائية إلى دراسة الميكانيكا التطبيقية؛ حيث نلت درجتي الماجستير والدكتوراة في هذا التخصص من جامعة لندن.
درست الهندسة حتى نلت درجة الأستاذية، إلا أن عملك البحثي الآن ينضوي تحت مجال الفيزياء النظرية.. أعتقد أننا في حاجة إلى تفسير لذلك..
اكتشفت في 1985 وجود علم جديد يعرف بعلم "الفوضى المحددة" -جديد بالنسبة لي طبعا- وكنت وقتها أعمل كمدير مشاريع بالمملكة العربية السعودية، وكذلك أتولى رئاسة جامعة القصيم، كنت مشغولا جدا بالأعمال الإدارية. والحقيقة أنه عندما تكون في الشرق الأوسط قد تعتقد أنك تعلم الكثير ربما لأن من حولك يعرفون ما هو أقل، ولكن بمجرد خروجك تكتشف بالطبع خطأ ذلك. كنت أعتقد أن حضوري مؤتمراً أو اثنين في السنة، وكتابتي ورقة بحثية كل شهرين أو ثلاثة، بالإضافة إلى الأعمال الإدارية أنني أنجز بذلك الكثير.
وعندما قررت العودة للخارج لم يكن لدي أبحاث علمية بخلاف بحث واحد فقط في الهندسة الإنشائية؛ حيث كانت وجهتي إلى جامعة كورنيل الأمريكية، وكانت هذه أول قفزة لي في جامعة مشهورة؛ حيث تخصصت في مجال الفوضى المحددة، وهناك أدركت أنني كنت مغيبًا عما وصل إليه هذا المجال، كان الموضوع على وشك أن ينتهي، ولكن بالرغم من ذلك وفقني الله أن أقدم شيئا جديدا فيما يعرف بـ الفوضى المحددة spatial chaos، جعلني واحدا من جيل الكشافين الأخيرpioneers لهذا المجال العلمي الفريد جدا.
*ولكن كيف جاء التحول إلى مجال الفيزياء النظرية؟
- كنت أرى من وجهة نظري -صحيحة كانت أو خاطئة- أن الهندسة تضيق بطموحاتي، وقد كنت كأي شخص يمتلك ميولا أدبية أو فلسفية لدي رغبة عارمة في تغيير العالم إلى الأفضل، وأنا أرى أن الفيزياء النظرية علم ثوري وراء تغييرات كثيرة في مسار حياتنا.
بالطبع.. أنا الآن وبعد أن تجاوزت الستين عاما على قناعة كاملة أنني أو غيري لا يستطيع ذلك. ويبدو أن هذا هو طبع الإنسان الذي يكبر في السن دون أن يحقق ما كان يصبو إليه؛ فيصاب بخيبة الأمل، ثم بعدها تتولد لديه ما يمكن أن نسميه الحكمة، أعتقد أنني الآن في هذه المرحلة من مراحل حياتي.
*ما زال الأمر يحتاج لمزيد من التوضيح؟
- في الأساس هي الفرصة، فإذا لم تُعطَ الفرصة فلن تفعل شيئا. وأود في هذا الإطار أن أقول لك: إنني أعتقد أن صلاح الدين الأيوبي واحد من أعظم الشخصيات في التاريخ، ولكنه لو لم تأته الفرصة لتحرير القدس لما كان يستطيع أن يفعل ذلك؛ فالفرصة شيء مهم.
ثم تأتي النقطة الثانية وهو اغتنامها، وقد جاءتني الفرصة عندما أصبحت في وضع مادي مستقر؛ حيث كان أمامي خياران؛ إما أن أشبع الحيوان المادي الموجود بداخلي، وهذا لا يشبع أبدا، وإما أن أقف أمام نفسي وأطرح سؤالا: ما هي أهمية الحياة؟ وما هي أولوياتي فيها؟. سؤال مهم، لكن بالرغم من أهميته فمعظمنا لا يسأله لنفسه. هذا ما حدث فعلا؛ حيث قررت ترك وظيفتي ذات الراتب الخيالي، وأتجه إلى ما كنت أحب.
كنت في ذلك التوقيت مهندسًا معروفًا في بريطانيا، يقود مجموعة من الشركات الضخمة، ومن ناحية أخرى تعرفت على العديد من العلماء الذين كانوا يعملون لدي كمستشارين في شركاتي، بدأت في استخدام وضعي هذا، وعن طريقهم دخلت جامعة كمبريدج البريطانية.
*ولكن كيف كانت هذه الخطوة.. عفوا.. أقصد القفزة إلى جامعة عريقة بهذا الحجم؟
-هذه بالفعل كانت خطوة صعبة جدا؛ لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال أن 90% ممن ينتمون لهذه الجامعة من اليهود، ونصفهم على الأقل من المتعصبين لإسرائيل، والشخص الذي لعب الدور الرئيسي في دخولي كمبريدج هو السير هيرمان بوندي الذي كان في ذلك الوقت مستشار رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر وأحد ثلاثة علماء أسسوا نظرية "الخلق المستمر". ومن ناحية أخرى كانت هناك مشكلة أكبر؛ لأن كل من حولي كان يعمل في فيزياء الجسيمات عالية الطاقة، وبخاصة نظرية "الأوتار الفائقة" التي تتكامل فيها نظريتا النسبية وميكانيكا الكم.
وبالرغم من اهتمامي بهذا المجال منذ فترة نظرا لحبي لهيزنبرج أحد رواد هذا العلم، وعلاقتي بأحد تلاميذه؛ فلم يكن يخطر على بالي في يوم من الأيام العمل في مثل هذا المجال الصعب، إلا أنه لم يكن أمامي طريق آخر على الأقل لكي أحفظ للسير هيرمان ماء وجهه، ومن هنا بدأت فكرة استغلال ما تعلمته في علوم الفوضى في الإسهام في حل المشكلات الرياضية التي عجزت ميكانيكا الكم في حلها، في إطار محاولات العلماء توحيد قوى الطبيعة المعروفة في الكون، وقد بدأت عملي في هذا الاتجاه؛ وهو ما يعد عملا ثوريا، وطريقا لم يمشِ فيه أحد قبلي.
*نلت العديد من الجوائز، وحظيت بالعديد من أشكال التكريم.. ولكن ماذا عن حقيقة ترشيحكم لجائزة نوبل في الفيزياء؟
- المرة الأولى جاءت عندما استطعت حساب ما يعرف بطيف الكتل الذرية، وهو ما لم تستطع معادلات ميكانيكا الكم تحقيقه إلا من خلال التجارب المعملية فقط، وهي كنظرية رياضية كان عليها تحقيق ذلك رياضيا أولا حتى تكون نظرية مكتملة، ودعم ترشيحي علماء فازوا بنوبل، في مقدمتهم أستاذي البروفيسور إيليا بريجوجين، ثم إنني الآن مرشح لها أيضا في حال اكتشاف ولو جسيم واحد جديد من بين 9 جسيمات دون ذرية؛ حيث تنبأت نظريتي باكتشاف 69 جسيما ذريا، تعد اللبنات الأساسية للكون، بما يزيد من توقعات نظرية الكم التي قالت بوجود 60 فقط تم اكتشافها جميعاً بالفعل.
*في النهاية.. أعتقد أن القراء مثلي يودون معرفة المزيد عن عائلة الدكتور النشائي؟
- من حسن حظي وجود زوجتي الدكتورة ميرفت في حياتي، ولا أبالغ إذا قلت بأنني لا أفعل أي شيء في حياتي دون لمسة منها؛ فهي من ترتب لي حياتي كاملة، وربما دون تدخل مني؛ حيث تحرص دائما على تفرغي الكامل للتفكير والتركيز في عملي فقط، وهي أخت لأعز أصدقائي عبر صداقة دامت منذ أن كانت سنوات عمرنا لا تتجاوز خمس سنوات، كما كان والدها يعمل ضابطًا بالجيش المصري مع والدي أيضاً، وأنا لي من الإخوة اثنان هما: الدكتور عمرو النشائي مدير معهد الزلازل بالولايات المتحدة الأمريكية، وسعيد النشائي العالم الشهير في الهندسة الكيميائية.
وبالنسبة لأسرتي الصغيرة لدي بنتان: الأولى شيرين تخصصت في الديكور، والثانية سونيا تدرس الطب البيطري في لندن.